منصة التحكيم | دريد أكرم زينو|
يقول الخبر : أعلن بيمان جبلي المسؤول في الإذاعة والتلفزة الإيرانية عن انطلاق قناة ” العالم سوريا ” ..
الخبر الذي يجب أن لا يمر مرور الكرام على جهابذة الإعلام في سوريا, وذلك لأسباب عديدة نتكلم عن بعضها حسبما جاء في الخبر :
الهدف من القناة “هو بيان آمال وتطلعات الشعب السوري بعد نصره التاريخي وحكومته وأصدقائه وحلفائه الحقيقين على التنظيمات الإرهابية من شاكلة “داعش” وأخواته, ولمساعدته في تحقيق مستقبل زاهر” وهذا طبعا حسب الخبر .
المتابع للإعلام السوري الفضائي على مدار سنوات الحرب يعي جداً أننا بحاجة إلى قناة تستطيع تحقيق ما ورد ذكره أعلاه, ولكن هل يجب أن تكون القناة إيرانية ؟ وبغض النظر عن محبة الإيرانيين لنا ودعهمهم للشعب والحكومة خلال سنوات الحرب, ولكن هل يعقل أن الآلة الإعلامية السورية غير قادرة على إنشاء وإنجاح قناة كهذه ؟, قد يخطر في البال حجم تكاليف قناة كهذه ربما وزارة إعلامنا عاجزة عن تغطية تكاليفها وهي التي “تشحد لباس مذيعاتها” وفق إشارة لمدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون أم لجنة الموازن في مجلس الشعب، عاد وأكدها صراحة وزير الإعلام في تصريح صحفي !!
لكننا نعود ونستذكر معاً مشروع قناة “عروبة” والذي صرفت له أموال طائلة في التجهيزات ومن ثم “بح” لم ترى القناة النور, وأيضاً نستذكر أسباب إغلاق قناة تلاقي حيث كان من الممكن تحويلها إلى قناة متخصصة في تحقيق طموحات الشعب السوري وأيضاً بحسب ” المعلن الإيراني “.
لننسى معاً كل ما ذكر ولنفكر قليلاً في الهدف .. لنتأمل جيداً كلماته المختارة بعناية ولنراقب قليلاً القنوات الفضائية على النايل سات ومن ثم لنتوصل إلى إحصاءاتنا الخاصة عن عدد المحطات الإيرانية والتي تخدم مشروع إيران والمحطات السعودية التي تخدم مشروع السعودية وأيضاً المصرية والقطرية والليبية والكردية ووووو .. إلخ.
ولنرى كم محطة سورية تبث على ذات القمر تختص بالمشروع السوري والذي يطمح الشعب لإيصاله إلى العالم .
لا يستطيع أي أحد في هذا العالم على إنكار أن الفضل الأول والأخير في نصرنا هو جيشنا العربي السوري بمساعدة الحلفاء والأصدقاء, ترى أليس من حق هذا الجيش وجود قناة وطنية تخلد هذا النصر التاريخي والعظيم وتتمكن من إيصاله إلى العالم كله .. ما هو الذنب الكبير الذي ارتكبه الشعب حتى لا يتمكن من أن يرى بطولات جيشه الباسل سوى على القنوات الأجنبية أو على مواقع التواصل الاجتماعي ؟ .
أليس من حقه علينا وجود قناة وطنية متخصصة بتسجيل وتخليد بطولاته ونقلها إلى العالم ؟
يقول الخبر: ” القناة ستعنى أساساً بالشعب السوري, وستسعى لتشجيع الرأي العام على مساعدة ودعم سوريا, ومواجهة الحرب النفسية التي يمارسها الأعداء ضد محور المقاومة والممانعة, ولاسيما بعد فشل أعداء الشعب السوري ف تحقيق أي إنجاز يذكر لهم على الأرض, وهو ما يسوغ حربهم الإعلامية على سوريا ومحور المقاومة”
لسنا بصدد الحكم على القناة ولا على برامجها ولا على أهدافها وغايتها ولسنا نشكك بالصديق ولا بالهدية, لكننا نحزن وبشدة أننا وطوال سنوات الحرب لم نستطع أن نقدم للعالم وعبر قنواتنا شيئاً واحداً مما ذكر على لسان “بيمان جبلي”.
المتابع الجيد للتاريخ سيرى أن الآلة الإعلامية في دول العالم إن كانت عبر الأخبار أو الأفلام أو الوثائقيات أو حتى المسلسلات استطاعت زرع إنجازات جيوشها في ذاكرة العالم كله والعربي تحديداً والشاهد هنا هو كَمّ الأفلام التي دارت حول بطولات جيوش الحروب العالمية الأولى والثانية كل من وجهة نظر الدولة بحسب مشروعها والذي نراه اليوم على الواقع ..
لا يمكن أن ينكر أحد أن ما تدور رحاه على الأرض السورية هو حرب عالمية ثالثة فيها ما فيها من الجيوش والحلفاء والأعداء .. ألا يحق للمنتصر وهنا يكون جيشنا العربي السوري أن نرقى لتخليد انتصاراته ونحن الأعلم كم هي البطولات التي سطرها ويسطرها حتى اللحظة جنود هذا الجيش ..
أعتقد أننا بتنا بحاجة لثورة إعلامية على الآلة والآلية والعقلية المسيطرة على إعلامنا واستبدال الوقت الذي يهدر على مسلسلات باب الحارة وصدر الباز ومبروك وبرنامج صباح الخير وبرنامج شعوب وأنغام ودراما كافيه وأهلا بهالطلة و و و و و .. إلى ما لانهاية من البرامج والمسلسلات عديمة القيمة في زمن الحرب .. ببرامج موجهة مبنية على دراسة علمية نستطيع من خلالها جعل هذا الانتصار محور الثقافة التي سنتركها خلفنا للتاريخ .
التاريخ سيجل لنا ما نقدمه ونحققه اليوم .. فليكن نصراً إعلامياً يضاف إلى نصر الجيش عسكرياً ويرقى لتضحياته.
خاص | الاصلاحية
Post Views:
0