عندما قرعت منظمة الصحة العالمية جرص الإنذار أمام مشهد انتشار وباء ” الأي في اتش -ايجابي ” نقص المناعة المكتسبة هبّت رياح التعاون الدولي خوفاً على الصحة العامة و خشيةً على ما تبقّى من مناعة أجسادٍ أنهكتها الأمراض ..و جالستها الأسقام ..حتى أصبح الموت حنوناً عليها أكثر من الحياة …
الاول من شهر كانون الأول “ديسمبر ” عام 1988 هو يوم الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الإيدز .. وتحت هذا العنوان تعقَد سنويا الندوات والمؤتمرات و حلقات البحث والمناظرات التي تعطينا احصائيات دقيقة لما آلت إليه أمور هذا الوباء الملعون .. ويقال إنّ الوطن العربي احتلّ الترتيب الثاني عالمياً في درجة انتشار المرض … وهذا هو بيت القصيد الذي يستدعي شرح المفردات للوصول إلى فهم حقيقة ما وصلنا له من تخلّف فكريّ قاده منطق الأشياء إلى مصيرٍ صحيٍّ محتوم …
قد يسأل سائل : ما الرابط بين الفكر و أسقام الجسد العضوية ؟ وهنا وجب أن نقول بأنّ العلاقة بينهما عضويّة …لا يصلح أحدهما إلا بصلاح الآخر … لذا ..سأترك للقارئ المتبصّر أن يشرحَ بيت القصيد بروّيّة .. و سأتساءل معه عن وباءٍ تسلّل خلسةً ..ومن ثمّ جهاراً إلى صناديق العقل الخاوية من كلّ شيء سوى الجهل ..سأتساءل معه عن وباء “داعش” … متى سيتنادى العالم أمام خطر تفشّيه في عقول بناة الغد ؟ و أنّى لنا من ترياقٍ فكريّ يصارعُ توغّله على مرأى من كلّ مؤسسات التدخّل العالمية من دون أيّ تدخّل إيجابيّ ؟ أم أنه كالإيدز …يوافقه في الهدف والنتيجة …؟! إذاً لنقل: تعدّدت الأسباب …والتدخّل واحد …