الاصلاحية | تعليم |
«عم دور على منحة لسافر» عبارة يقولها كثير من الطلاب في سوريا.
لجين سليمان|
نسأل بعض المسؤولين عن رأيهم بالأسباب التي تدفع إلى ذلك، فيكون الرد «اسألوا الطلاب»، رد ربما يوحي بأن الكثير من المعنيين تناسوا بما هم معنيون.
حاولنا رصد الآراء، لمعرفة السبب الحقيقي لرغبة هؤلاء الشباب بالسفر، وإن كانت بعض الأسباب واضحة ومرئية للجميع.
لم تكن الحرب إلا جزءاً من أسباب الهجرة، وأما الأسباب المباشرة فمعظمها، وحسب ما قالت عينة من الطلاب، تعلقت بالأحوال المعيشية كالروتين، والأجور المنخفضة، وعدم احترام أصحاب الكفاءات، ومستوى التعليم المتدني، ومحاربة أصحاب العقول، والأموال التي يضعها بعض الأساتذة في جيوبهم كثمن لرسائل الماجستيرات والدكتوراه.
يصدم القارئ رأي بعض الطلاب الذي يأتي على شكل دعوة «لنهج من البلد»، فضلا عن بعض الإجابات الساخرة التي جاءت على شكل «من الأفضل أن يتم إحصاء من بقي من الطلاب ضمن البلد لأنه أسهل بكثير من عد الذين غادروا»
بالإضافة إلى من تحدث حول وضع سقوف للتعليم في الجامعات تكون بمثابة عراقيل أمام الطالب الطامح مثل طلاب التعليم المفتوح الذين لا يستطيعون إكمال درجة الماجستير إلا بنسبة 10% من طلاب التعليم النظامي، ويتساءلون: لماذا لا يتم فتح اختصاصات ماجستير خاصة بهذا النوع من التعليم؟
كما أجابنا بعض من طلاب الماجستير بأن البحث العلمي في الجامعات السورية مازال متدنياً، ولم يرتق إلى المرتبة التي من المفترض أن يكون عليها فضلاً عن ترتيب الجامعات السورية الذي مازال متراجعاً.
حول ما سبق من آراء، سألنا نائب رئيس جامعة دمشق للشؤون العلمية الدكتور محمد غريب، فقال بأنه يوجد نوعان من الطلاب، النوع الأول يرغب بمتابعة تحصيله العلمي محبة منه في العلم، والثاني هدفه أن يسجل أي شيء والدليل على ذلك أنه يوجد طلاب تسجل 70 رغبة فقط ليحصل على «مصدقة الفيش»
كما أشار غريب إلى أنه يوجد حالياً دراسة تتعلق بإحداث كلية خاصة للدراسات العليا، ستكون بذاتها نظاماً خاصاً .
وأما بخصوص وضع سقف محدد لبعض الدراسات مثل التعليمين الافتراضي والمفتوح، أكد غريب أن جميع هذه الأمور قيد البحث، ولكنها تنتظر مجلس التعليم العالي.
وحول سؤال «كأن قرارات مجلس التعليم العالي بطيئة وتستغرق وقتاً طويلاً»
أجاب غريب «ليس دفاعاً عن المجلس لكن فعلاً الأمور تستحق الرؤية الشاملة»
الدكتور محمد العمر عميد كلية الإعلام بجامعة دمشق قال إن السبب الرئيسي لهجرة الطلاب هي الأزمة وحتى الأحوال المعيشية السيئة ناتجة عن الأزمة، مشيراً إلى أنه بعد تحسن الأوضاع، فإن أغلب الطلاب الذين غاروا سوف يعودون.
وأما فيما يخص جودة الدراسات العليا في الخارج والتي تدفع عدداً من الطلاب إلى المغادرة، أكد عمر أن هذا السبب غير رئيسي خاصة وأن معظم الطلاب الذين غادروا لم يكن هدفهم الدراسات العليا، بقدر ما يطمحون إلى معيشة جيدة، وربما يستغل البعض وجوده في الخارج لإتمام دراسته.
***
من الواضح أن ما نحتاجه اليوم أكثر من الخطابات التي تتعلق بأهمية الشباب في مرحلة إعادة الإعمار، أن تتغير آلية تفكير بعض المسؤولين ممن يقع على عاتقهم جذب الشباب المهاجر بالفعل الحميد وليس بالكلمة الفارغة
هاشتاغ سيريا