الإصلاحية | خاص |
كيف ستكافىء الدولة السورية شبانها الذين التحقوا بخدمة العلم خلال سنوات الحرب، بعد نهاية خدمتهم ؟، استحقاق المكافأة بات مطلباً محقاً، فسنوات الخدمة لم تعد محددة بفترة زمنية ببداية ونهاية كما كان معمول به سابقاً، ما يعني أمكانية أن تمتد لفترات طويلة لن تنتهي إلا بنهاية الحرب.. وماذا عمن لبوا دعوة الاحتياط؟!.
رولا أحمد | مؤخراً صدر قرار تسريح الدورة 245 ضباط مجندين كانوا أمضو نحو 7 سنوات في الجيش العربي السوري، إضافة إلى جميع الضباط المجندين الذي تجاوزت سنوات خدمتهم الاحتياطية الـ 5 سنوات، منهم من عاد لمزاولة عمله قبل الالتحاق بالجيش وكثير منهم وجد نفسه فجأة عاطلاً عن العمل !!
“ثائر.أ” من بين هؤلاء..
في لحظة ما تأرجحت مشاعر الشاب الثلاثيني ما بين الفرح والحرن، فرحاً على صدور قرار التسريح الذي طالما انتظره بعد أن قضى 5 سنوات بدت طويلة ومتعبة في خدمته الاحتياطية، وحزناً على واقع مرير استيقظ فيه على خبر مفجع “أصبحت عاطلاً عن العمل”.
يروي والد الطلفة دينا (سنتين): بعد تخرجي من كلية التربية الحديثة عملت مدرسا (ساعات) في مدارس حكومية، وفي منتصف العام 2007 التحقت بخدمة العلم الإلزامية كانت مدتها سنة ونصف بعد اقتصاص فترة التدريب الجامعي منها، ومن ثم عدت بعد تسريحي للتدريس في مدرسة خاصة، ومع بداية الحرب تركت التدريس وعملت محاسبا في أحد المولات الكبرى في دمشق وكان دخلي الشهري يعادل 1000 دولار أمريكي، يعتبر جيدا جدا مقارنة بالرواتب الحكومية في تلك الفترة وقياسا للأسعار التي لم تكن قد ارتفعت هذا الارتفاع الجنوني بعد..
يتابع ثائر استدعيت للخدمة الاحتياطية في عام 2012 فتركت كل شيء ورائي والتحقت لم أفكر في المدة التي يمكن أن أقضيها في الخدمة الاحتياطية وخاصة بعد تكاثر العصابات المسلحة وخروج مناطق واسعة من سلطة الدولة، فكرت فقط إن الوطن بحاجتنا فلبيت نداء الواجب مكتفيا براتب الاحتياط الذي كان مقبولا نوعا ما.
وعود حكومية..
مع نهاية العام 2012 اشتدت المعارك وانخرطت عشرات الدول في المؤامرة على سورية فبدأت موجات الهجرة بالتزايد وخاصة من قبل الشباب الذين كانوا بعمر الخدمة (الإلزامية او الاحتياطية) مما استدعى تحركا سريعا من قبل حكومة الدكتور وائل الحلقي لاتخاذ جميع الإجراءات المطلوبة لتشجيع الشباب على الالتحاق بالخدمة العسكرية فأصدر في جلسته المنعقدة بتاريخ 2 / 4 / 2013 تعميما نص على ( أن كل من يلتحق بالخدمة الإلزامية خلال الظروف الراهنة من خريجي المعاهد المتوسطة غير الملتزمة بخدمة الدولة يتم تعيينهم عند انتهاء خدمتهم في إحدى الوزارات والجهات العامة فور انتهاء خدمتهم في الجيش) ثم صدر بلاغ وزاري بتاريخ 16/9/2015 المتضمن موافقة الحكومة على تشميل الحائزين على الشهادات الجامعية والمعاهد المتوسطة غير الملتزمين بخدمة الدولة والمتعاقدين وفق برنامج تشغيل الشباب كافة الملتحقين بخدمة العام (الالزامية او الاحتياطية) قبل 7/4/2013 واستمروا في أداء الخدمة أثناء الأزمة الراهنة..
خيبة أمل..
رغم إن التحاق ثائر بالخدمة جاء قبل جميع تلك القرارات والبلاغات إلا إنه لم يخفي وزملائه فرحهم وامتنانهم بقرار حكومي جاء في وقته ليشعرهم بالأمان وبأنهم لن يخرجوا خاليي الوفاض بعد خدمة عسكرية غير معلومة المدة ..أقلها لن يضيعوا سنوات أخرى بحثا عن فرصة عمل ..
للأسف مفاجأة صادمة واجهت (رفاق ثائر) الذين كانوا قد سرحوا بسبب (إصابة او عجز) وسبقوه إلى الجهات العامة للحصول على فرصتهم الموعودة فاكتشفوا إن جميع تلك البلاغات بقيت حبراً على ورق وفي الخبر: “توجيهات من السيد رئيس مجلس الوزراء للتريث في تلبية طلبات المسرحين من الخدمة العسكرية” !!.
فكان مصير طلباتهم الإهمال والتكديس في دواوين الوزارات والجهات العامة
يبتسم ثائر بكثير من خيبة الأمل متسائلا عن سبب تراجع الحكومة الحالية عن وعودها تاركة على جبين الشباب المسرحين وصمة البطالة بعد أن تكللت بالغار على جبهات النصر في شتى أرجاء الوطن
الاصلاحية | صار وقتا..
Post Views:
0