آثار جانبية |
نشرت جريدة الأيام تحقيقاً حول ظروف المخيمات في الشمال السوري وخاصة مخيم السد، وجاء في التحقيق المعنون ب مخيم السد .. سوريون يهربون من الموت إلى الإبتزاز والإتجار و.. الموت!
وذكرت جريدة الأيام أن الحالة الإنسانية التي يعيشها نحو 15 ألف نازح في مخيم السد، تقارب التحول إلى «الكارثة الإنسانية» وفقا للمعايير الدولية لـ «الكوارث»، فالنقطة الطبية التي تم افتتاحها قبل نحو شهر من الآن لا تقدر على تقديم كامل الخدمات الضرورية لسكانه، في حين أن عملية نقل أي حالة إسعافية إلى مستشفيات الحسكة تحتاج لموافقات أمنية من قبل قيادة الشرطة الكردية«الآسايش» التي تطوق المخيم بعدد كبير من النقاط التابعة لها، وتمنع حركة المدنيين أياً كانت الأسباب بدون موافقة أمنية.
وبحسب تقارير إعلامية متعددة، فقد شهد المخيم العديد من حالات الوفاة من بينهم أطفال، نتيجة لمنع ذويهم من نقلهم إلى داخل مدينة الحسكة، إذ تعجز المنظمات التي يسمح لها بالدخول إلى مخيم السد عن تقديم الرعاية الطبية اللازمة للكثير من الحالات المرضية المزمنة، كربو الأطفال، وأمراض القلب والجهاز التنفسي عموماً، إضافة إلى انتشار أمراض جلدية تعتبر وبائية كـ «اللاشمانيا».
«الكفيل”.. فتح الباب للمهربين
وسمح نظام الكفيل لفتح العديد من أبواب الابتزاز المادي من قبل المتنفعين من خلال تقديم «الكفالة” مقابل مبالغ مالية تترواح بين 50 -200 ألف ليرة سورية، ويحدد السعر بحسب عدد أفراد الأسرة، كما أن الوضع الإنساني في المخيم تسبب بزيادة نشاط “مهربي البشر” إذ تحتاج الأسرة المؤلفة من 8 أفراد لدفع مبلغ يتراوح بين 200 – 400 ألف ليرة مقابل الحصول على إذن السفر إلى مدينة منبج، في حين تدفع مبلغ يتراوح بين 20 – 25 ألف ليرة سورية مقابل ركوب الشخص الواحد في الحافلة التي ستنقلهم، وبعد الوصول إلى منبج يتطلب الأمر الكثير من الجهد للوصول إلى منزل في دمشق أو سواها من المدن.
بعشوائية.. المخيم يتحول إلى قرية
لا تردّ الخيام المصنوعة من أقمشة و «شوادر» برد الشتاء عن الفقراء من سكان المخيم، فسوء حالتهم المادية وضعهم أمام خيار البحث عن بدائل للخيام أمام احتمال إقامتهم المفتوحة فيما يسمونه بـ «السجن الكبير”، ويقول «محمد. خ»النازح من قرية «هجين» بريف دير الزور الشرقي هرباً من عمليات القصف الجوي والبري المتكررة على قريته التي ما زالت ضمن خارطة العمليات العسكرية لـ «قسد» والتحالف الأمريكي في المنطقة.
مقهى لـ «قتل الوقت.. والأحلام»
داخل المخيم، بُني مقهى يبحث فيه الشبان عن تمضية أوقاتهم الطويلة بعيداً عن أحاديث الحرب التي لم تعد تعنيهم كثيراً، أو ربما تعنيهم ولا يريدون التفكير بها، فـ «جاسم» الذي منعه وجود تنظيم «داعش» في قريته «ماشخ»الواقعة بريف دير الزور الشرقي من متابعة دراسة الحقوق في جامعة دمشق، يقول لـ «الأيام»: “في هذا المقهى نشاهد المباريات من جديد بعد سنوات من الحياة تحت سطوة «داعش»، وفي هذا المقهى أيضاً، نقتل الكثير من الوقت في الحديث عن الحرب وسواها ، نحاول التقاط الأخبار لنعرف إن كان ثمة بارقة أمل لنعود إلى قرانا وحياتنا ما قبل زمن داعش».
على الهامش.. ما لا يحكى
يتناقل البعض من سكان المخيم أحاديث عن قيام عناصر «قسد» باغتصاب نازحات قبل دخولهن إلى المخيم، ويقول«مأمون» أن هذه الحكايا حقيقية لكن لا يجرؤ أحد على تداولها لأن حق المغتصبة ضائع، فإن خرجت عن صمتها وقررت مواجهة المجتمع بكل عاداته البالية وقررت التقدم بشكوى قانونية ضد مغتصبيها، فلمن ستتقدم بهذه الشكوى، خاصة وإن كل الأحاديث التي تدور عن مثل هذه الجرائم يكون المتهمون بها عناصر من “الآسايش».
هوامش..
يقع مخيم السد على بعد 15 كم من مدينة الحسكة، تشكل نتيجة لتجمع النازحين بشكل عشوائي على ضفة بحيرة سد الحسكة الجنوبي بعد أن منعهم حاجز لميليشيا الأسايش من متابعة طريقهم نحو الحسكة والمناطق التي تتبع لها، ويعرف المخيم بعدة تسميات أخرى كـ “مخيم العريشة”، علماً أن نزوح المدنيين بدأ مع إطلاق «قسد» للمعركة التي أسمتها بـ «عاصفة الجزيرة» في التاسع من أيلول الماضي، بهدف السيطرة على ريف الحسكة الجنوبي وريف دير الزور الشرقي.
وبحسب تصريحات للقيادي الكردي «صالح مسلم»، فإن الإدارة الذاتية ترفض مناقشة الحكومة السورية بملف إدخال المساعدات الإنسانية إلى داخل المخيمات، كما تمنع فرق “الهلال الأحمر العربي السوري» من الدخول إلى مخيم السد خصوصاً، وعموم المخيمات الخاضعة لسيطرتها.
كما إن عملية التعليم في المخيم شبه معدومة، إذ تقتصر على بعض «الكتاتيب» التي تعتمد على المبادرات الذاتية من بعض الشبان أو الشابات في المخيم لتقديم التعليم الأساسي من عمليات القراءة والحساب للأطفال، الذي يعتبرون الحلقة الأضعف في سلسلة الملفات الإنسانية المتعلقة بالمخيم، إذ لا تقدم لهم القدر الكافي من الرعاية.
المصدر : جريدة الأيام
Post Views:
0