الإصلاحية | خاص |
في الخبر أصدر وزير الاقتصاد محمد سامر خليل مساء أمس قراراً منع بموجبه استيراد مادة أقمشة الستائر والمفروشا حتى إشعار آخر، بدءاً من تاريخ صدور القرار، ذلك بناء على موافقة اللجنة الاقتصادية، التي وافقت أيضاً على تعديل الاسعار الاسترشادية لأقمشة الخيوط غير القطنية وخيوط البوي.
فهد كنجو | أول أمس الأحد زار المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء معرض خان الحرير للأزياء والأقمشة والجلديات ومستلزمات الانتاج، الذي تقيمه غرفة صناعة حلب بالشراكة مع اتحاد غرف التجارة تحت شعار “صنع في سورية” وبدعم وزارة الاقتصاد ورعاية وزارة الصناعة.
لغاية أمس كانت أقمشة الستائر والمفروشات ومثلها الأقمشة القطنية مشملة بالمرسوم 172 باعتبارها مدخلات إنتاج، ذلك كان يثير حفيظة صناعيي النسيج في حلب لما فيه من ضرر بمعاملهم ومنتجاتهم على حد قولهم، وجود هذا المنتج (الستائر والمفروشات) في المعرض ومطالبة ممثليه بمنع استيراد أقمشته، وفقاً لمصادر مطلعة على مجريات الزيارة أقنعت رئيس مجلس الوزراء ومعه وزير الاقتصاد بضرورة حمايتها ضد المستورد، شرط أن تغطي الكميات المنتجة محلياً حاجة السوق المحلية.
“خميس” كما كان متوقعاً لم يكن ليفوت فرصة تواجد أبرز المعترضين على قرار التشميل من صناعيي حلب في المعرض على اعتبار أنهم الجهة المنظمة، واستطاع بزيارته تعبيد طريق الحرير لرأب الصدع بين الفرقاء حول المرسوم 172 فيما يخص الأقمشة المستوردة، والانتهاء من الجدل الدائر منذ أشهر.
الصور التي انتشرت عقب زيارة رئيس مجلس الوزراء مساء أول أمس كانت تشي بأن “خميس” نجح في نزع فتيل الأزمة التي اشتعلت بين معسكرين الأول مؤيد لتشميل استيراد الأقمشة ضمن المرسوم وبالتالي استفادة مادة الأقمشة المستوردة بما فيها أقمشة الستائر والمفروشات من إعفاءات جمركية بنسبة 50 % واعتبارها مدخلات انتاج، وكانت غرفة صناعة دمشق وريفها واتحاد المصدرين على رأس معسكر المؤيدين، فيما عارضته غرفة صناعة حلب القرار واعتبرته ظالماً لمعامل النسيج عماد الصناعات الحلبية.
معرض طريق الحرير بدا مناسبة مواتية ليكمل رئيس مجلس الوزراء ما كان بدأه خلال زيارته لحلب على رأس وفد وزاري من 16 وزيراً، وعلى أرض مدينة المعارض الدولية التي احتضنت المعرض التقى “خميس” ممثلي صناعة النسيج واستمع لهم، صحبة وزير الاقتصاد في زيارته وهذا طبيعي، فيما كان وجود محمد السواح رئيس اتحاد المصدرين ضمن الوفد الزائر مؤشر على جدية التوصل لاتفاق لتسوية الخلاف بما يرضي جميع الأطراف، بطبيعة الحال رئيس غرفة صناعة حلب فارس الشهابي كان حاضراً.
بعد ظهر أمس وفيما يبدو أنها توجيهات من رئيس مجلس الوزراء التأم في مبنى اتحاد المصدرين شمل الفرقاء، وعقد اجتماع ضم بعض ممثلي الصناعات النسيجية من غرفة صناعة حلب ورئيس اتحاد المصدرين صاحب الضيافة، وكان اجتماعاً مطولاً على حد وصف أحد الحضور، ذلك بالتزامن مع انعقاد جلسة اللجنة الاقتصادية في رئاسة مجلس الوزراء، واضح أن مؤشرات التوافق في الاجتماع الأول انعكست على مخرجات الاجتماع الثاني، ولم يتأخر وزير الاقتصاد في توقيع قرار منع استيراد أقمشة الستائر والمفروشات، على أن يصدر قرار تعديل الأسعار الاسترشادية لاحقاً لأقمشة الخيط القطني وخيط البوي، لتصبح 4 دولارات و15 سنت لكل كيلو، بعد أن كانت بحدود 3,50 للكيلو، مع إمكانية تخفيض أسعار الخيوط القطنية التي ينتجها القطاع العام والسماح باستيرادها وهي من مطالب صناعيي النسيج، ذلك وفقاً لتقرير ستقدمه اللجنة التي شكلت بهذا الخصوص بعد أسبوع.
إلى ذلك كان زار مفتي الجمهورية المعرض رفقة رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها مساء أمس الاثنين معرض طريق الحرير، بطبيعة الحال كان باستقبالهم فارس الشهابي.
يذكر أن معرضاً مماثلا (صنع في سورية) سيقام على أرض مدينة المعارض منتصف الشهر الجاري، يقيمه اتحاد المصدرين مع غرفة صناعة دمشق وريفها، ومن المتوقع أن تؤسس التوافقات التي حصلت إلى تحصين سمعة منتج السوري عابر للخلافات، أكثر من ذلك ستختفي المهاترات الفيسبوكية والإعلامية.
الإصلاحية لأنو صار وقتا..
Post Views:
0