الإصلاحية | آثار جانبية |
لم تكن ظاهرة التسول منتشرة بشكل واسع قبل بدء الحرب على سورية, حيث كانت مقتصرة على الحالات الطبيعية لظاهرة التسول من توارث لهذه الظاهرة وفقدان المعيل, كما أنه في عام 2010 أعلنت محافظة حمص مدينة خالية من المتسولين كأول محافظة تقضي على هذه الظاهرة.
حالات التسول في ازدياد
ازدادت اليوم حالات التسول بسبب زيادة حدة الفقر وارتفاع نسبة البطالة، إضافة إلى اتساع الفجوة بين طبقات المجتمع وغياب الشعور بالعدالة الاجتماعية نتيجة الأزمة الراهنة.
رئيسة فريق رصد حالات التسول والتشرد في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل فداء دقوري قالت: إن عدد حالات التسول المضبوطة بإجراءات نظامية عام 2010 بلغ 2000 حالة، بينما تم رصد 5000 حالة في عام 2015 منهم 500 رجل و2000 امرأة و2500 طفل في جميع أنحاء سورية, مبينة أن علاج هذه الظاهرة كان مقتصراً بشكل عملي على الاجراءات المتخذة من وزارتي العدل والداخلية بشكل أساس ما استدعى توجه وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لتفعيل دور الجمعيات الأهلية لضبط ظاهرة التسول.
الصعوبات
ليست مكافحة هذه الظاهرة بالأمر السهل على الجهات الحكومية وذلك لحساسية كل حالة يتم رصدها والتعامل معها، حيث أوضح تقرير صادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أن الجهات المعنية تواجهها عدة صعوبات كمعارضة الفئات المستفيدة من هذه الظاهرة للجهود المبذولة في مكافحتها، إضافة لعدم وجود كوادر مخصصة في أغلب المحافظات وأيضاً نقص في الكوادر ضمن مراكز مكافحة التسول ما اضطر الوزارة لإيجاد وسائل معالجة هذه الصعوبات من خلال التعاون المستمر مع المجتمع الأهلي والجهات الحكومية بتشجيعهم للانخراط في مجال مكافحة التسول وخاصة الجمعيات والمؤسسات الأهلية بوجوب دعم مراكز مكافحة التسول برفدها بعدد مناسب من الموظفين والمؤهلين وزيادة عدد هذه المراكز والعمل على انتشارها في الأماكن التي تكثر فيها هذه الظاهرة وخاصة دمشق وريفها, كما أوضح التقرير ضرورة العمل على زيادة التنسيق مع الجهات المختصة لاحتواء هذه الظاهرة بتطبيق القوانين الرادعة على من يقف خلف هذه المجموعات بغية استغلالهم لمكاسب شخصية.
المهندس مروان كنعان مدير معهد التسول في منطقة الكسوة في ريف دمشق بين لـ«تشرين» أنه لم يعد الأمر مقتصراً على حالات التسول فقط، بل أغلب المتسولين أصبحوا مشردين وفاقدين للذاكرة حيث أصبحت المهمة تأخذ طابع المعالجة للبعض منهم، مبيناً أن المعهد الذي كان مركزاً لإيواء المهجرين قد تم تحويله منذ وقت قصير لمعهد للمتسولين حيث يوجد 25 حالة نفسية في المعهد يتم علاجها عن طريق التعاون مع الهلال الأحمر ومشفى ابن سينا كما أن علاج هذه الحالات يستغرق وقتاً لأنهم لا يتذكرون شيئاً, كما أوضح أن هناك تعاوناً مع الجمعيات الخيرية كي تتم زيادة أعداد هذه الحالات في المعهد ليتم علاجها، وجميعها لمتسولين أعمارهم تتجاوز الثامنة عشرة, وأوضح كنعان أن المتسول الذي تجد صعوبة بالتعامل معه يتم إيداعه المعهد وإذا لم يلقَ المعهد أي تجاوب منه يقوم بتحويله إلى مرتكب جريمة تسول وتتم معاقبته عليها ، كما أشار إلى أنه تم رصد 60 حالة منذ شهرين حتى تاريخه وتالياً هذه الحالات سيتم التعامل معها وفق القوانين وإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع عن طريق تضافر جميع الجهود للحد من ظاهرة التسول التي تفاقمت إلى أمور خطيرة وهي التشرد الذي يختلف عن التسول ويمكن وصفه بامتهان الشخص لهذه الظاهرة لتحقيق الكسب بطرق غير قانونية .
الفئة الهشة
لكل أزمة مفرزاتها السلبية على أي مجتمع ودائماً ما تكون الفئة الأضعف من النساء والأطفال هي الضحية وخاصة بعد غياب المعيل الأساس الذي هو الرجل.. مديرة الخدمات الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أوضحت أن الأمر في البداية كان يقتصر على المتسولين الذين امتهنوا هذه الظاهرة لسرعة جلب الأموال، أما اليوم فنحن أمام ظاهرة خطيرة وهي التشرد خاصة بعد فقدان الكثير من الأسر منازلهم بسبب الحرب على سورية، حيث فقدت هذه الأسر معيلها ومنازلها ما اضطرهم للتشرد وتالياً تحولهم إلى مشردين متسولين, ما استدعى أن تقوم وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالتشبيك مع الجهات المعنية بالأمر وخاصة الجمعيات الأهلية لتفعيل مراكز إيواء تحمي الأطفال والنساء من التشرد، كما عملت الوزارة على تفعيل عدة مراكز تستطيع من خلالها تأمين تعلم مهنة للمرأة كي لا تفكر بالعودة إلى الشارع وبالتالي تكون النتيجة أن نعيد هؤلاء الأطفال إلى مدارسهم وتأمين عمل للأم, مبينة أن الوزارة بالفعل قامت بتغطية هذه الفئات التي ينطبق عليها التشرد والتسول, موضحة أن الإحصاءات مضللة وغير متيسرة في الوقت الحالي لكنها ضبوط يتم إحصاؤها ولا تعكس الإحصاءات الحقيقية في الشارع وتالياً يتم العمل على الحالات الموجودة في الشارع فقط.
المصدر: تشرين | رولا سالم
Post Views:
0