الاصلاحية | خاص |
لم تكن السيارات السياحية في يوم من الأيام أولوية للمستهلك السوري، في فترة البحبوحة وفورة الاقتصادات الريعية، دخلت المصارف الخاصة إلى سورية وكان أول ما توجهت إليه تمويل قروض السيارات السياحية، بالتوازي مع فتح باب استيرادها على مصراعيه!!.
منصة التحكيم | مع بداية الأزمة منعت الحكومة استيراد الكماليات ومن بينها السيارات للحفاظ على القطع الاجنبي، مقابل افساح المجال لما أسمتها “صناعة تجميع السيارات”،وعوملت مكونات السيارات على أنها مدخلات انتاج وخسرت الخزانة ملايين الدولارات، لتكتشف الحكومة متأخرة أن مسألة التجميع بكليتها التفافة على منع الاستيراد (صناعة نفخ دواليب على قولة رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها).
طبعاً كان القصد من التجميع وفق تصريحات الجهات الحكومية خلق توازن في سعر السيارات بعد أن حفز منع الاستيراد سوق المستعل، ومع استفاقة الحكومة على نزيف الدولارت وتسريبها عمداً نيتها لزيادة الرسوم الجمركية على مكونات السيارات بقصد التجميع، عادت وحفزت الأسعار!!.
المفارقة أن الإجراءات الحكومية لم تتوقف عند ذلك الحد، وراحت بين الفينة والأخرى تطرح مافي جعبتها من سيارات ضمن مزادات علنية تكفلت بتحضيرها مؤسسة التجارة الخارجية العاطلة عن العمل حالياً، ولأن تلك المزادات دليل على قوة الاقتصاد السوري على حد تعبير شيوخ الكار، أصبحت تلك المزادات مفخرة تتباهى بها الحكومة وتضعها في ميزان حسناتها كلما باعت سيارة لأعلى سعر.
مؤخراً تمكنت سيارة واحدة فقط نوع “أودي” من الوصول الى عتبة ال ١٠٠ مليون ليرة سورية، وذلك خلال الجلسة الرابعة للمزاد العلني للسيارات الذي أعلنت عنه مؤسسة التجارة الخارجية التي أقيمت صباح أمس الخميس في مدينة الشباب بدمشق، طبعاً الإعلام نقل الخبر و “فقط المبلغ” على اعتبار أن هذا الرقم أقل بـ 120 مليون عن السعر الذي حققته سيارة فارهة أخرى بيعت في مزاد اللاذقية خلال العام الفائت!!.
المضحك في الأمر أن التقارير الاعلامية اعتبرت أن المزاد الأخير خالف التوقعات، وربما أيضاً خيب آمال الجهة الراعية للمزاد، إذ لم تتجاوز باقي السيارات حاجز ال ٥٠ مليون ليرة باستثناء سيارة هونداي “سنتفي” وسجلت ٧٦ مليون ليرة سورية فقط!!.
وكما أسلفنا فإن السيارات وخاصة السياحية منها هي سلعة كمالية، إلا أنها مؤشر حقيقي على أن الرؤية الاقتصادية لفريقنا الوزاري غير مكتملة أو على الاقل غير متجانسة، فهي من جهة تعمل على تخفيض سعر مادة ما بالمقالبل نجدها ومن خلال إجراءات معينة هي أول من يساهم برفع سعرها، فتكون كمن قتل القتيل ومشى بجنازته!!
لأنو صار وقتا..
Post Views:
0