الاصلاحية | خاص |
سؤال طرحناه على عدد من رجال الأعمال السوريين، مع معرفتنا المسبقة أننا لن نجد جواباً مباشراً على سؤال مباشر.
فهد كنجو | عادة ما تفضل الأسماء الكبيرة والعريقة في قطاع الأعمال اسلوب الدردشة “الودية” مع الإعلام على إجراء مقابلة صحفية جدية، خاصة عندما يتعلق الأمر بقضايا بالغة الحساسية فرضتها خصوصية قطاع الأعمال السوري إبان الأزمة، يعتقدون أن “الدردشة الودية” تجنبهم الاحراج أو الدخول في سجال ربما هم محقين في ذلك.
خلال سنوات الأزمة طفى على سطح قطاع الأعمال أسماء جديدة تنافس الأسماء القديمة لجهة الاستحواذ على الصفقات الكبرى في مختلف القطاعات، أسماء لم تكن موجودة حتى ضمن قائمة الألف، بمعنى أبسط لو رتبنا قائمة تضم ألف اسم رجل أعمال قبل العام 2011 لم نكن لنذكرها، أكان لجهة الملاءة المالية أو لجهة النشاط الاستثماري.
الأسماء الجديدة أمر واقع، أغلب من تحدثنا إليهم تعاطوا مع “ذكرهم” كأمر واقع، أفرزته حالة طارئة، هم لم يخفو حالة الريبة والشك في مصدر ملاءتهم المالية، فثمة أحاديث كثيرة حيال الأمر لكنها لا تقدم حقيقة كاملة، ربما في الوقت الراهن حتى الإعلام يتجنب الخوض في تفاصيل ملف يكتنفه كثير من الغموض، فما بالك بالنسبة لرجال أعمال يجلسون معهم في كثير من المناسبات على “مائدة” واحدة!.
يعتقد أحد رجال الأعمال أن واقع الاقتصاد الفردي المعمول به محلياً، ينطوي على مخاطر كبيرة أولها نفاذ “أثرياء الحرب” إلى الساحة الاقتصادية والاستحواذ على استثمارات “حيوية” لتوظيف أموال هي مجهولة المصدر على الأقل حتى يقدموا بيانات مالية لأعمالهم وهذا غير متوفر حالياً، ومع ضعف الخبرة لدى أغلبهم قد نكون أمام مشهد “تعثر” تلك المشاريع، ربما يقول قائل إن الدولة تستطيع الحفاظ على حقوقها من خلال دفاتر الشروط مثلاً، وهذا صحيح، لكنه ليس منطقي بالمطلق، فالدولة عندما تطلق مشاريع للاستثمار، همها الأول انتاجية المشروع واستمراريته للحفاظ على ما يوفره من فرص عمل، وتعثر المشروع نيجة جهل “المستثمر” أو عدم أهليته، سيعرض المشروع للخطر، والدليل على عدم الخبرة هو العروض المالية “الخرافية” التي يقدمها هؤلاء للفوز بالمشروع، يقابل ذلك “رغبة” من بعض المسؤلين بترجيح العرض المالي الأكبر، دون النظر لأداء المستثمر الجديد في مشاريع مشابه، حدث ذلك في مناسبة واحدة على الأقل سنتطرق إلى ذكرها في مقال لاحق.
وبالعودة إلى عبارة أن “الأثرياء الجدد” باتوا أمراً واقعاً، ثمة من تحدث عن أهمية اطلاق آلية واقعية لدمجهم في مجتمع الأعمال، هنا تصبح حالة “الشركات المساهمة” هي الأمثل، فالأثرياء الجدد هم غير متضررين بالأزمة، بل على العكس هم من استثمر بالأزمة، فيما غالبية الرعيل القديم في مجتمع الأعمال تعرض لخسائر بالغة تتفاوت بين واحد وآخر وفقاً لطيف الاستثمارات الأفقي الذي كانوا انتهجوه قبل الحرب، فيما يبدو أن الاثرياء الجدد يمتلكون سيولة مالية كبيرة تمكنهم من الصعود إلى حلبة المنافسة على كعكة الصفقات الكبرى، ودونما خبرة، وحالة الشركات السماهمة هنا تبدو مناسبة!.
هامش: ما قدمناه في هذه المقالة يمكن اعتباره توطئة لسلسة مقالات تنشرها “الإصلاحية” تباعاً لتوصيف قطاع الأعمال السوري في ظل الأسماء الطارئة وما رافق ذلك من انزياحات في المشهد الاقتصادي السوري..
الاصلاحية | لأنو صار وقتا..
Post Views:
0