الاصلاحية | منوعات |
دفعت الحرب العديد من المخترعين الشباب في سورية إلى إنجاز ابتكارات عملية تستجيب لمتطلبات الحياة اليومية وبالإمكانات والأدوات المتوفرة لديهم.
في هذا السياق نجح مهندس سوري شاب في صنع بندقية تعمل على التحريض المغناطيسي والعديد من الأدوات الكهربائية والإلكترونية باستخدام أدوات ومكونات صنعها بنفسه في ورشته الخاصة.
وأوضح المهندس أسعد حداد أنه يعمل حالياً على صنع أطراف اصطناعية تتلقى أوامر من عضلات الجسم من خلال تحكم إلكتروني مبرمج.
وأشار إلى أن هاجس الاختراع بدأ لديه وهو في السادسة من عمره حين صنع دارة مصباح يعمل على البطارية بمفرده وبإشراف والده، وقال: “هذا الأمر شجعني لكي أتعمق أكثر في مجال الكهرباء فكنت أساعد والدي الذي كان يعمل في مجال صيانة وإصلاح الأدوات الكهربائية والإلكترونية واكتسبتُ خبرة وتعمقت أكثر في مجال الإلكترونيات والكهرباء وبدأت بمشوار الاختراع حيث كنت أقوم بفك القطع وتركيبها لأعرف كيف تعمل”.
وعن دور الحرب كمحفز له في الابتكار والاختراع قال المهندس أسعد: منذ بداية الحرب كانت اختراعاتي كلها تعمل على البطاريات بسبب أزمة الكهرباء في البلاد ومن ذلك روافع جهد، ودارات شحن للموبايلات، ودارات تشغيل كومبيوتر محمول من بطاريات 12 فولت، وسخانة تحريضية تعمل على البطارية، ومروحة على البطارية وهذه الأفكار موجودة في السوق وهي صناعة صينية لكني حاولت أن أنجز شيئاً جديداً ليكون صناعة وطنية سورية وبجودة واستدامة عالية فكانت فكرة السخانة التحريضية جديدة وغير مسبوقة في السوق.
وأضاف: “أيضاً بدأت في ذهني فكرة صنع بندقية تعمل على التحريض المغناطيسي، وذلك منذ أن كنت طالباً في المرحلة الثانوية وتجددت الفكرة حين بدأت دراستي في الجامعة وحاولت تطبيقها ونجح معي الأمر لكن بفعالية منخفضة ثم استطعت أن أطور الفكرة قليلاً لكنها ما زالت بحاجة إلى تطوير أكبر واكتشفت لاحقاً أنها مطبقة في روسيا والولايات المتحدة”.
وأشار المهندس أسعد إلى أن فكرة بندقية الصيد كانت موجودة لكنه أحب أن تكون لديه بندقية خاصة من صنعه واستطاع أن يصنعها في ورشته من مرحلة الصفر وهي بندقية لصيد السمك حصراً وليست للصيد عموماً.
وحول مبادرة “المبتكرون الصغار” التي أقامتها الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية وشارك فيها كمدرب، قال المهندس أسعد “كانت المبادرة مشروعاً رائعاً جداً وفكرتها مميزة في مجتمعنا، فطلاب المدارس بحاجة إلى فرصة كي يتعرفوا على مجالات الهندسة والإلكترونيات والكهرباء وكنتُ في هذه المبادرة مدرباً للطلاب ومسؤولاً عن المشاريع وصممت عدداً من المشاريع معهم وقد شجعتْ هذه المبادرة الكثير من طلاب مدارس كي يدرسوا ويتعمقوا في مجال الهندسة الكهربائية والميكانيكية”.
وعن أهم فكرة تشغل اهتمامه حالياً قال المهندس أسعد “حالياً أعمل على فكرة صنع الأطراف الاصطناعية وأجري التجارب وأحاول أن أطور أفكاراً جديدة في هذا المجال فالفكرة الأساسية تركز على تصنيع أطراف اصطناعية تتلقى أوامر من عضلات الجسم وتعتمد على حساب فرق الكمون بين نقاط محددة على العضلة عند التمدد والانقباض وتضخيم هذه الفروقات الكهربائية لاستخدامها بشكل مفيد وطبعاً هذه العملية تتم بشكل كامل من خلال تحكم إلكتروني مبرمج باستخدام المتحكمات الصغرية، الفكرة واسعة جداً وتحتاج إلى تطوير كبير ونحن في سوريا بحاجة إلى مثل هذه الأفكار”.
وأشار عدد من المهندسين السوريين في وقت سابق إلى أن المهندس أسعد حداد تمكن من خلال طموحه من تعلم “الأردوينو” بسرعة كبيرة جداً وصنع اختراعات عديدة مفيدة للحياة اليومية وهو يعمل في مجال الإلكترونيات رغم دراسته للميكانيك وكان يقدم خيارات عديدة لتخطي الصعوبات ويصمم ابتكاراته بأدوات ومكونات بسيطة قد لا تخطر على بال أحد.
المصدر : سبوتنك
Post Views:
0