الاصلاحية | خاص |
عاصفة فيسبوكية فيها الكثير من التهكم على قرار “الإتصالات” حجب المواقع الإباحية، حيث أصدرت “الإتصالات” تعميماً على جميع مزودات خدمة الانترنت بحجب المواقع الإباحية في سورية..
أماني صديق | وبالفعل حجب أكثر من 160 موقع، وبحسب التعميم فإن الهيئة طلبت من الشركات في سورية حجب المواقع، جاء قرار الحجب نتيجة دوافع أخلاقية وإجتماعية لحماية جيل الشباب، و دوافع تخص عبء الحمل الزائد على قطاع الإتصالات.
ليس هنا في صدد تقيم هذه الخطوة إن كانت ستحقق مبتغاها أيّ كان أم لا، ولكننا كمجتمع أظهره موقع أليكسا المتخصص في تصنيف المواقع عالمياً، والذي يعتمد ترتيب المواقع في العالم على عدد الزيارات اليومية والوصول إليه عن طريق محركات البحث، وبحسب تصنيفه تبين أن المواقع الإباحية العالمية من بين المواقع العشرين الأكثر زيارة في سورية، أليس حري بنا أن نعترف وللأسف الشديد ان متابعة المواقع الاباحية صار سلوكاً منتشراً ومتسع داخل بنية المجتمع ولم يعد الأمر يقتصر على فئة عمرية محددة أو حتى محدداً بوضع اجتماعي معين بل وصل الانتشار السريع لذلك السلوك الإدماني إلى وصوله للفئات العمرية الناضجة وأيضا للمتزوجين و غير المتزوجين ويمضون وقتاً طويلاً يشاهدون خلاله المواد التي تترك أثرها السلبي على حياتهم العاطفية والجسدية ، فتأثير مشاهدة الأفلام مماثل لشرب الكحول أو تعاطي المخدرات وذلك بسبب إفراز الجسم لكميات كبيرة من الدوبامين والتستوستيرون والاكسيتوسين التي تمنح شعوراً بالنشوة، وما إن يعتد الجسم على كمية ما، فإنه يطالب بكميات أكبر، وبالتالي تتضاعف مدة مشاهدة الأفلام حسب رأي المتخصصين.
وبالتالي نستطيع أن نؤكد أن إدمان المواقع الإباحية أصبح مرضا متفشيا في بنية المجتمع وخطرا حقيقيا يجب مناقشته فلك أن تعلم أن أول دولتين في العالم مشاهدة للمواقع الإباحية هم دولتين عربيتين السعودية ثم مصر، ففي عام 2015 قضت محكمة القضاء الإداري المصري بإلزام رئيس مجلس الوزراء باتخاذ ما يلزم لحجب المواقع الجنسية داخل مصر، في حكم هو الثالث من نوعه بعدما فشلت المحاولات السابقة لحجب تلك المواقع لأسباب تقنية أو تنفيذية، وصدر فيها بإلزام رئيس مجلس الوزراء ووزراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والداخلية والإعلام ورئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، باتخاذ ما يلزم نحو حجب المواقع الجنسية، وأكدت الدعوى أن المواقع التي تنشر الرذيلة لا زالت مستمرة بتأثيرها على الشباب والأطفال على حد سواء.
وكانت السلطات المصرية قد أشارت في وقت سابق إلى صعوبة تطبيق هذه المهمة بسبب افتقاد القدرة على التحكم بالخوادم الخارجية وإمكانية تأثير الحجب على سرعة الانترنت. ورغم حجب تلك المواقع إلا أن طرق التحايل المتعددة على وسائل الحجب جعلها في المقدمة في المشاهدة.
ومؤخراً ذكرت احدى الصحف الكويتية أن الكويت بصدد سن قانون يجرم فعل أي مواطن يشترك في مسلسلات أو أفلام هابطة حتى لو كان خارج الكويت قياسا على قوانين مماثلة.
وهذا ما يجعلنا نؤكد أن التعامل مع تلك المشكلة لا يمكن أن يرتكز وفقط على الحجب حيث أن عدد المواقع الإباحية على شبكة الانترنت 4.2 مليون موقع أي ما يعادل 12% فقط من عدد المواقع إلا إن إدمان المواقع الإباحية والإقبال على تلك المواقع في تزايد مستمر.
وفي سؤال لبعض الأشخاص قال: دخلت مقهى الإنترنت، وبدأت التصفح حيث إن لي متابعات إخبارية وإعلامية، فوجئت بعد قليل بالجالس بجانبي يتصفح مواقع إباحية، يحملق النظر فيها ولايعبأ بالحاضرين، لم أتمالك نفسي فقمت من فوري وذهبت إلى المسئول وأخبرته فقال أعرف لكنه أستاذ جامعي!!.
وإحدى السيدات عبرت عن حزنها لما وصل إليه الحال بزوجها: عندما ينام الأولاد يذهب زوجي للإنترنت لمتابعة هذه المواقع السيئة، مما أثر على حياتنا الزوجية بصورة ملموسة.
لظروف خاصة به تأخر عن الزواج حتى بلغ سن 29، بات يجد لذته الوحيدة فى متابعة المواقع الإباحية يومياً، يعمل بالنهار ويخرج مع أصدقائه، وفى الليل لا يقدر على النوم قبل متابعة عدة أفلام حتى شروق شمس اليوم التالي وقال : كنت مفكر هالشي من حقي لاني مو ملاك ولا أنا قادر أتجوز ، حاولت كتير بطل وأمنع نفسى بالنوم، أوقات نجحت وأوقات كتير فشلت، أصبت بداء الأرق فأصبح الأمر أصعب، لم أعد قادراً على التركيز فى عملى، ومعاملتى لأهلى تسوء يوماً بعد يوم.واشعر بانني مريض واحتاح للعلاج.
المشكلة ليست بموقع ولا بفلم المشكلة أخطر وتتطلب إجراءات جذرية وحلول عملية للحد منها
وحتى لا نحمل وزارة الاتصالات المسؤولية وحدها ، وحتى لا نستهزء بقرارها كما فعل الكثير من الشبان على صفحات التواصل الاجتماعي بأنه قرار غير مجدي فالكل يعلم أنه وبمجرد تشغيل أي بروكسي تستطيع الوصول الى أي مواقع محجوب.
نسأل:
– أين الحكومة من مناهج التربية التي لا تحتوي على أي إضاءة وتنبيه سوى ” سأخبر أمي” على خطر هذه الآفة فالجوالات في أيد الأطفال داخل المدرسة وخارجها، أين دور المرشدين في المدارس .
– أين الحكومة من مقاهي الانترنيت وما يباع في الشوارع أو في المحلات وبشكل علني من أفلام إباحية واغلب الزبائن من صغار السن والشباب.
– أين الحكومة من انتشار أماكن اللهو الغير مرخصة والتي لا يهمها سوى جني الارباح مهما كان عمر السهيرة والمنتشين .
– أين الحكومة من توجيه طاقة الإنسان خاصة في فترة المراهقة إلى مجالات وأنشطة نافعة
– أين الحكومة من مشكلة البطالة وتأخر سن الزواج مما يؤدى إلى الإحباط وفقدان الأمل والتوجه لتلك المواقع لإشباع الرغبات المكبوتة
والأهم من كل ما ذكرنا دور الأهل الغائب الحاضر.
هامش: ربما يفيد حجب المواقع الاباحية من زيادة سرعة النت قليلاً، حيث أن مشاهدة وتحميل هكذا أفلام كان يسبب ضغطاً على شبكة الانترنيت.. لكن مع وجود برامج “كاسر بروكسي” فإن الامر مسألة يجعل الحجب وحده غير كاف..!!
الاصلاحية | صار وقتا..
Post Views:
0