الاصلاحية | خاص |
واضح أن المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء اكتشف أمراً خطيراً عند المديرين العامين لمؤسساتنا الحكومية وعبثاً يحاول إيجاد حل مناسب.
فهد كنجو | الرجل آخر ما قرر في هذا الصدد إعادة تأهيلهم، مع استبعاد فرضية إزاحتهم وتغييرهم، هو يريد منهم أن يرتقوا إلى مصاف القادة، لا مجرد موظفين كما سبق وصرح خلال ترأسه اجتماع في وزارة الصناعة.
حيث أصدر المهندس “خميس” أمس قرارا يقضي بتنفيذ وزارة التنمية الإدارية برنامجا تدريبيا بعنوان ” برنامج مهارات القيادة الإدارية للمديرين العامين في سورية” ويهدف إلى تعزيز القدرات القيادية للمديرين العامين في الجهات العامة.
ويستهدف البرنامج وفق القرار المديرين العامين في المؤسسات والشركات والهيئات والمراكز العامة في الجمهورية العربية السورية، ويخضع المشاركون ، لنظام تقييم في نهاية البرنامج التدريبي، ويلتزم المشاركون باتباع وحضور البرنامج بموجب كتاب ترشيح لوزارة التنمية الإدارية خلال أسبوع من تاريخ صدور هذا القرار.
طبعاً رئيس مجلس الوزراء كان ترأس الكثير من الاجتماعات “النوعية” على حد وصفه، التي كان يحضرها مديرين عامين إلى جانب الوزراء، في واحدة من المناسبات اجتمع بنحو 200 مدير عام ومعاونيهم، هذا يعني بالضرورة جعله يكتشف مدى ضعفهم في المهارات القيادية، ويعرف أكثر حالة الترهل التي تعيشها مؤسساتنا وجهاتنا العامة التي هي في عهدتهم، وعليه كان يطلق تصريحات تحذيرية وأخرى توجيهية، وكلها باءت بالفشل ولم تحقق المطلوب على ما يعتقد، أراد مرة أن يحرجهم بأن طلب منهم أن يفسحوا المجال لمن هو أجدر منهم، فأحرج نفسه إذ لم يقبل أحد منهم أن يتنحى عن كرسيه من تلقاء نفسه، وفي مناسبة أخرى طلب من الوزراء تقيمهم وتغيير من هو غير أهل بالمنصب، فلم يحصل على نتيجة وخاصة أن أغلب الوزراء تعلموا من درس (وزير الاعلام السابق)!!.
وبهذا القرار يكون “خميس” استنفذ كل الخيارات المتاحة، ورمى بالكرة في ملعب “التنمية الادارية” علها تصلح ما أفسد الدهر، أو ربما تطيح بالضعيف منهم من خلال نتائج تقييمها النهائي للمديرين الخاضعين لإعادة التأهيل.
علماً أن وزارة التنمية نفسها كانت جربت وجُربت في برنامج الجدارة القيادية، وأظهرت نتائجها أن المئات من المديرين ومن بينهم مديرين عامين ومعاوني وزراء غير جديرين بالقيادة (من أصل ألف لم ينجح سوى ثمانية) دون أن يحدث ذلك أي تأثير على مستقبلهم الوظيفي، بل على العكس منحوا دورة إضافية ليثبتوا جدارتهم بعضهم عاود الرسوب، ويأتي قرار مجلس الاوزراء الأخير هذا بمثابة إعادة تدوير الفشل.
طبعاً رئيس مجلس الوزراء كان سبق وحضر حفل تخرج دفعة جديدة من المعهد الوطني للادارة العامة (إينا)، وقتها وجه بالبحث عن نحو 600 خريج من المعهد، الكل اعتقد وقتها ان “خميس” سيرمم المفاصل الادارية في الجهات العامة بهم بعد العثور عليهم، طبعاً مرت أشهر دون خبر حول أمرهم، منذ عدة أشهر عاد رئيس مجلس الوزراء وزار معهد “إينا” رفقة وزير التربية ووزيرة التنمية الادارية وزار المعهد كان واضح أنه مصر على تلقف الكوادر التي يخرجها المعهد وكان التوجيه بتطوير المعهد.
هامش: طالما أن تعيين مدير عام أو حتى أي مسؤول يكون وفق ما ألفنا عليه مؤسساتنا، فإن كل قرارات وتوجيهات الحكومة بهذا الشأن ستبقى مجرد مناورات لا طائل منها.. لقد فشلنا في التخطيط لانتاج قادة لموسساتنا وهذا واضح ومؤكد باعتراف الحكومة نفسها، وكل ما تفعله من برامج تدريبة للقيادات الادارية لا يخرج عن كونه “تخطيط الفشل”..
الاصلاحية | صار وقتا..
Post Views:
0