الاصلاحية | خاص |
حتى كتابة هذه الاسطر لم تدلي وزارة التجارة وحماية المستهلك بأي تصريح حول الضجة التي أحدثها تحذير صادر عن هيئة الغذاء والدواء السعودية بشأن منتج حلاوة وطحينية “البرج” السوري، باستثناء الرد المقتضب الذي حصلنا عليه من مدير حماية المستهلك بأن الوزارة سحبت عينات وتعمل على فحصها والتدقيق فيها!
منصة التحكيم | فيما نشرت الجهة النتجة لحلاوة وطحينية البرج على صفحتها على فيسبوك، بياناً مقتضباً قالت فيه إن منتجها يتعرض لحملة تشهير ممنهجة، يقف وراءها من وصفتهم بضعاف النفوس، لزعزعة الثقة بالمنتج السوري العريق بالتزامن مع انطلاق معرض “سيريافود” واقتراب حلول شهر رمضان!، ولفتت في بيانها إلى أن هذه الحملة ليست الأولى.
بكل الأحوال وبانتظار نتائج تحاليل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، التي تأخرت قليلاً، ثمة حقائق لا بد من الاشارة إليها، مع التنويه بأننا لا نتكلم عن منتج سوري بعينه، إنما رأينا فيه مدخلاً مناسباً لمحاكمة حالة إعلامية هستيريا نالت من منتج سوري تصديري بالدرجة الأولى اقتحم بجودته أسواق العالم لعقود، من يضمن أن لا يتعرض منتج آخر لنفس الحملة بناء تحذير من دولة ما لإقصاء منتجاتنا واحد تلو الاخر من أسواقها لصالح منافسين آخرين، ما سيؤثر بطبيعة الحال على سمعة المنتج في أسواق لدول أخرى.
بالمناسبة لم يقتصر تداول خبر تحذير الهيئة السعودية من حلاوة “البرج” على وسائل التواصل الاجتماعي إنما تناقلته العديد من وسائل الاعلام العربية والعالمية، وكاننا أمام شركة صناعات غذائية عالمية على مستوى “نستله”!.
الحقيقة الأولى التي لا يمكن إغفالها في هذا الصدد، هو أن سورية ورغم سنوات الحرب الثمانية لا زالت تصدر الغذاء إلى عشرات الدول ومنها دول أوربية، وفقاً لتصريحات رسمية، وجاء معرض سيريافود ليؤكد ذلك، وقدمت سورية خلال هذا المعرض على أرض مدينة المعارض الدولية تشكيلة غذائية قابلة للتصدير، هي الأضخم على مستوى الشرق الأوسط، طبعاً ذلك أمر قد لا يريح من خسر الحرب العسكرية من الدول التي تآمرت على سورية، ما يجعله يلجأ لحرب من نوع آخر لا نستبعد أن تكون اقتصادية لوأد أي بوادر تعافي للاقتصاد السوري عبر الاساءة لسمعة منتجاته العريقة وخاصة التصديرية.
الخقيقة الثانية تتعلق بمحاولة استثمار بعض المنافسين لهذه الضجة، دون دراية منهم انهم يساهمون بالاساءة لكل المنتجات السورية بما فيه منتجهم، فغالبية الأسواق المستقبلة للمنتج السوري تتعامل معه “سلة واحدة” دون الرجوع إلى العلامة التجارية!.
ثالثاً ثمة ما يدعو للريبة عن سبب تأخر وزارة التجارة والداخلية للبت بالأمر، وستكون سقطة في سجل الوزارة الرقابي في حال اكتشفت أن المنتج ملوث، فهو لازال في الأسواق ولم تسجل أي حالة تسمم، فهل تنتظر جهاتنا الرقابية إشارات من جهات رقابية لدول أخرى لتفتش وتتحرى عن صلاحية ما يأكله السوريين!.
الاصلاحية | صار وقتا..
Post Views:
0