الاصلاحية | اقتصاد |
بلغ إجمالي إنتاج السوريين عام 2016 نحو 11.57 ترليون ليرة سورية (11568 مليار ليرة) وذلك بسعر المنتج، وفقاً للأسعار الجارية، بحسب بيانات المجموعة الإحصائية للعام 2017 المنشورة على الموقع الرسمي للمكتب المركزي للإحصاء.
وبطرح الاستهلاك الوسيط (المواد الأولية وغيرها التي تدخل في إنتاج سلع نهائية للاستهلاك) البالغ 5871 مليار ليرة سورية، نحصل على إجمالي الناتج المحلي (GDP) بالأسعار الجارية، الذي يبلغ نحو 5697 مليار ليرة سورية.
وبالبحث في تركيبة إجمالي الإنتاج المحلي لعام 2016، يظهر أن إجمالي إنتاج قطاع الصناعة والتعدين بلغ 3684 مليار ليرة سورية، منه ما يزيد على 2748 مليار ليرة للاستهلاك الوسيط، وهي نسبة كبيرة، أي نحو 75 بالمئة من الإنتاج الصناعي هو مواد وسيطة وأولية تدخل في إنتاج سلع نهائية جاهزة للاستهلاك، ما يعني أن القيمة المضافة في القطاع الصناعي تبلغ نحو 25 بالمئة، وهو ما يقابل مبلغ 936 مليار ليرة سورية، وهو يشير أيضاً إلى إجمالي الناتج المحلي في قطاع الصناعة.
ليس ذلك فقط، بل المفاجئ أيضاً أن نسبة كبيرة من تلك المواد مستوردة، فبحسب تصريحات المسؤولين، بلغت مستوردات المواد الأولية ومدخلات الإنتاج نحو 75 بالمئة من إجمالي المستوردات في العام 2016، بسبب سياسة ترشيد الاستيراد وتحفيز الإنتاج، وبما أن إجمالي قيمة المستوردات في هذا العام بلغ أكثر من 2238 مليار ليرة، فإن قيمة مستوردات المواد الأولية ومدخلات الإنتاج تتعدى 1678 مليار ليرة (وهو رقم قريب من إجمالي المواد الخام المستوردة الواردة في تصنيف المجموعة الإحصائية، من دون بعض المواد التي لها استخدامات صناعية واستهلاكية للسكان مثل السكر)، أي إن أكثر من 61 بالمئة من الاستهلاك الوسيط (مواد أولية ومدخلات إنتاج) في القطاع الصناعي يتم استيرادها، لاستخدامها في الإنتاج المحلي، ونحو 46 بالمئة من الإنتاج الصناعي يقوم على المستوردات، وهذا يضع عدة إشارت استفهام حول الواقع الصناعي المطلوب منه التحول إلى قطاع قائد للعملية التصديرية، المسؤولة عن دعم النمو الاقتصادي؛ وفق ما تخطط له الحكومة، المشغولة حالياً بإعداد الإستراتيجية الوطنية للتصدير.
المصدر: صحيفة الوطن
Post Views:
0