الاصلاحية | خاص |
بعد أكثر من 7 سنوات حرب خاضتها الدولة السورية بوجه كل من تآمر عليها داخلياً وخارجياً، لن يختلف اثنان على قوتها وقدرتها على الصمود، خاصة أن ذلك الصمود توج بتحرير مناطق واسعة كانت إلى وقت قريب تحت سيطرة المجموعات الارهابية المسلحة.
منصة التحكيم | وكانت المؤسسة العسكرية هي الضامن الأول لصمود باقي مؤسسات الدولة، وتأتي مؤسسة “الشعب” وليس مجلس الشعب في مقدمة المؤمنين بوطنهم ومؤسساتهم، الأسر السورية التي كانت ترسل أبنائها إلى جبهات القتال لا نعتقد أنها بحاجة إلى تثقيف حكومي يوضح لهم قوة دولتهم وصمودها، أبناء تلك الأسر هم من صانوا قوة الدولة وبهم صمدت.. نقطة أول السطر.
مناسبة ما تقدم تأتي على خلفية إصدار رئيس مجلس الوزراء عماد خميس تعميماً على وزراء حكومته طالبهم فيه، بتعزيز التواصل مع المواطنين وأعضاء الاتحادات المهنية والمنظمات الشعبية وأعضاء مجلس الشعب من خلال اللقاءات الشعبية والجولات الميدانية، ومشاركتهم الرؤى والتوجهات الحكومية وإطلاعهم على واقع العمل الحكومي بشكل عام والجهود المبذولة من كافة الوزارات والجهات العامة لتقديم الخدمات بالشكل الأمثل على الرغم من الصعوبات والتحديات وبما يسهم في إظهار قوة الدولة وصمودها.. انتهى التعميم.
طبعاً لنا تجارب عدة مع مسؤولين اعتقدوا من خلال تصريحاتهم للإعلام في مناسبات مختلفة بأنهم بسهمون في إظهار قوتها وصمودها:
مرة أحد المسؤولين وصف افتتاح مخفر شرطة في إحدى البلدات بأنه دليل على قوة الدولة.. وفي أخرى اعتبر مسؤول أن المزادات التي تجريها مؤسسته دليل على قوة الاقتصاد السوري “أي اقتصاد الدولة”..
حقيقة الأمر الحكومة الحالية دائماً ما تفاجئنا باهتمامها الكبير بإظهار قوة الدولة وصمودها، حتى أنه في اجتماع وزاري مصغر برئاسة المهندس “خميس” أجمعوا على أن الإعلام يجب أن يركز على الانجازات الحكومية بما يظهر قوة الدولة.. كان ذلك بمثابة توجيه لوزير الاعلام الجديد الذي حضر ذلك الاجتماع.
حتى أنه سبق واتهم الاعلام الذي ينتقد أداء وزراء الحكومة وتقصيرهم في عملهم بأنه يمس بهيبة الدولة!!
خلال الأزمة مر على الدولة السورية 4 حكومات، وانشق رئيس إحداها وهرب وغيره من المسؤولين ولم تهتز ثقة المواطن السوري بدولته!!، هذا المواطن وإن انتقد وشكك بأهلية بعض المسؤولين الحكوميين في قدرتهم على تولي مناصبهم لا نعتقد أنه ينتظر من الوزراء شرحاً مفصلاً ليؤمنوا بقوة دولتهم!!.
ما نريد قوله هو أن ثقة المواطن بدولته ومؤسساته شيء وثقته بعمل الأشخاص المكلفين بإدارة مواردها شيء آخر، مؤسسات الدولة أنشئت لخدمة المواطن، وبقدر ما يستطيع هذا الوزير أو ذاك المدير من إدارتها بالشكل الأمثل بقدر ما ينعكس ذلك على رضا المواطن عنها.. وبدلاً من اللقاءات الشعبية والجولات الميدانية على الحكومة الحالية أن تدير موارد الدولة بشكل صحيح حتى يتمكن مواطنها من العيش الكريم.
هوامش تستحق الذكر:
من افتتح وعبد طريق دمشق _ حمص محور حرستا ليس وزير المواصلات، وإنما دماء الشهداء وآلام الجرحى من الجيش ويأتي ثانياً العمال الذين واصلوا الليل بالنهار لانجاز العمل.
من أنار دير الزور ليس الوفد الوزاري الذي ضغط على زر التشغيل.. وإنما عرق الجنود الذين لم تبقى ذرة رمل في الصحراء إلا ووطأتها أقدامهم.
ومن وضع آبار الغاز والنفط في الخدمة ليس وزير النفط… إنما هي أنفاس العسكر التي تعبق في محيطها، وزنود العاملين فيها.
من أبقى أبواب المدارس مشرعة ليس وزير التربة.. إنما تلك الأسرة التي آمنت بأن مستبقل أبنائها في دولتهم يبدأ بالعلم، وذلك المدرس الذي قد لا يكفيه راتبه ثمناً للمواصلات بقي مؤمناً بدوره ورسالته في دولته.
من وفر المنتجات الزراعية ليس وزير الزراعة إنما ذلك الفلاح الذي اتحد مع أرضه على السراء والضراء.
الاضلاحية | لانو صار وقتا..
Post Views:
0