الاصلاحية | خاص |
تحت عنوان: الإعلام الاقتصادي ما له وما عليه” ألقى الصحفي زياد غصن مدير عام مؤسسة الوحدة للطباعة والنشر محاضرة أمس ضمن فعالية الثلاثاء الاقتصادي التي تنظمها دورياً جمعية العلوم الاقتصادية السورية.
واعتبر الزميل زياد غصن في محاضرته أن قوة الاعلام الاقتصادي تتأتى من قدرته على التأثير في قرارات السياسيين والحكومات، وتوجهه للشريحة الجماهيرية الأوسع، إضافة لمخاطبته الفئة الاقتصادية المؤثرة في المجتمع (رجال المال والأعمال).
كما اعتبر أن العصر الذهبي للصحافة الاقتصادية في سورية بدأ في العام 2000 مرجعاً ذلك لعدة أسباب على رأسها تصدر الملف الاقتصادي المشهد المحلي نتيجة ما قال إنها متغيرات تتمثل بالاصلاحات الاقتصادية الواسعة ورفع الحظر الرسمي المفروض على تناول ملفات اقتصادية هامة مثل النفط والفقر والبيانات الاحصائية، إضافة الاهتمام الرسمي بمعيشة المواطن امتثالاً لما جاء في خطاب القسم للسيد الرئيس بشار الأسد، والذي قاد فيما بعد للسماح للقطاع الخاص بتأسيس وسائل إعلامية ذهبت بمعظمها للاهتمام بالشأن الاقتصادي، حيث ذهبت النسبة الأكبر من التراخيص لصالح رجال الأعمال.
وكان للمزاجية الحكومية المتمثلة في الرقابة على المطبوعات الاقتصادية الخاصة قبل بداية الحرب على سوريا أن ساهمت في تنامي ما أسماه الزميل “غصن” نقاط الوهن بالنسبة للاعلام الاقتصادي، وزاد من مأساته ضعف مصادر التمويل لسببين أولهما تدني قيمة الاعلانات والثاني تراجع عدد القراء، السبب الأخير عزاه “غصن” لانحرافات في سلوكيات بعض الصحفيين العاملين في الاعلام الاقتصادي.
وبين غصن الآثار السلبية للحرب على هذا النشاط الاعلامي، الذي ترتب عليه اندثار العديد من المطبوعات، وتحول الإعلام للاهتمام بمجريات العمليات العسكرية والموضوعات السياسية على حساب الجانب الاقتصادي.
وطرح مدير عام مؤسسة الوحدة سؤالاً حول ما إذا كانت الحرب وتداعيتها يمكن أن تبرر انحسار النشاط الإعلامي الاقتصادي؟!، حيث أن الحرب على سوريا لم تكن سياسية وعسكرية فقط إنما لعبت الدول المتآمرة على الجانب الاقتصادي أيضاً، وكان من الضروري الاهتمام بوسائل الاعلام الاقتصادي وتعزيزها والمحافظة على استمراريتها لتكون في موقع الصانع للخبر والمعلومة لا أن تغدو مقيدة بسياسة رد الفعل.
وأشار غصن في محاضرته إلى الإعلام الجديد (الاعلام الالكتروني) الذي نشأ على أنقاض الاعلام التقليدي، الذي تجلى بالبعد عن العمل المؤسساتي، وهو بدوره (المواقع الالكترونية) تعرض لنكسة مع بداية الحرب بسبب إفلاس سوق الاعلانات، ما لبث أن تعافى مع بداية العام 2016 ، وكان شكل خلال الأزمة مع وسائل التواصل الاجتماعي مصدر رئيس للمعلومات ونافس الاعلام التقلدي.
ولاستعادة الاعلام الاقتصادي دوره ومكانته بين “غصن” أن ذلك مرتبط بتراجع الحرب وتأثيرها أولاً، ثم تدخل الدولة لدعم الاعلام وتطويره على المستوى المادي والمهني، مع منح الاعلام الاقتصادي هامش حرية اوسع للحصول على المعلومة وتحريرها ونشرها وزيادة المساحة الورقية والزمنية للجانب الاقتصادي في وسائل الاعلام التقليدية، مع ترك القطاع الخاص لتحمل مسؤولياته في هذا المجال.
Post Views:
0