بقلم كامل صقر | فاصل سياسي |
بإمكان الرئيس السوري أن يذهب إلى وجهاتٍ كثيرة من الجغرافيا السورية متى أراد ذلك، بإمكانه مثلاً أن يقود سيارتَه إلى القنيطرة، أو إلى درعا، يمكنه الذهابُ إلى حلب ودير الزور، وربما قريباً سيصبح بإمكانه الذهاب إلى إدلب أو الرقة.
كل الطرق سالكة أمام عجلات السيارة التي يستعملها الأسد عادة في رحلاته وتحركاته وهي من طرازٍ يعود للعام 2009 إن لم أكن مخطئاً. سيكون المشهد قاسياً على خصوم الأسد عندما سيظهرُ في مدينة درعا مثلاً، أو حينما يتجول في ولاية الرقة عاصمة دولة الخلافة الإسلامية سابقاً.
ليس الشرق السوري أصعبَ من جنوبه الذي استرجعه الأسد بمزيج من السياسة والبارود. تُدرك واشنطن أن الأسد وبوتن لن يقبلا بأقل من استعادة الرقة وبقية المدن والبلدات التي احتلتها قوات سوريا الديمقراطية، أو بأقلَ من استعادة إدلب، لا بل إن موسكو بدأت تنفيذ خطتها القاضية بإعادة مئات آلاف اللاجئين السوريين إلى بلادهم وهي تدرك أن جزءاً كبيراً من هؤلاء سيعودون إلى المدن التي سيستعيدها الجيش السوري في الاشهر القادمة.
ثمة أنباء تبوح بها جدران الكرملن تفيد بأن موسكو تستعد لوضع استراتيجية مع حليفها في قصر الشعب، هدفها استعادة الاسد علاقات بلاده الإقليمية والدولية، تلك مسألة سيبدأ العمل عليها بعد أن يبوح “مؤتمر سوتشي” بكامل أسراره السياسية.
ربما لن يكرر الأسد الشرح السياسي والميداني الذي قدمه من داخل سيارته عندما توجه في مارس آذار الماضي إلى الغوطة الشرقية، لكن طريق دمشق ـ درعا يمر بالكثير من القرى والبلدات وفيه الكثيرُ من الحكايا التي قد يرويها رئيس الدولة في طريقه جنوباً.. وحينها سيكون الخبر العاجل الذي سيجتاح وسائلَ الإعلام بعنوان: الأسد يزور مدينة درعا مهد “الحرب السورية”.
Post Views:
0