الاصلاحية | خاص |
كثيرة هي التقارير والاخباريات التي تنشرها وسائل الإعلام عن حالة ارتكاب هنا أو مؤشرات فشل هناك، وقليلة هي المرات التي نسمع أن الجهات الرقابية المعنية تعاملت معها واهتمت لأمرها!!.
فهد كنجو | آخر ما حرر أن مجموعة من الكلاب الشاردة قادت لكشف النقاب عن حالة فساد كبيرة داخل أحد الاقبية السرية لسلخ الفروج مجهول المصدر، واللافت بالأمر أن الفروج المسلوخ في هذا القبو “المتعفن” يذهب إلى الفنادق الكبيرة طعاماً لعلية القوم من السياح!!.
بعيداً عن حيثيات الخبر وتداعياته وقريباً من النجومية التي حققتها الكلاب الشاردة التي عادة ما تلاحقها بندقية شرطي البلدية، ثمة اسقاط قد يؤاخذنا عليه البعض، لكن حسبنا أن المثل لا يضر بالممثول، وهنا نشير إلى عشرات الأقلام “الشاردة” التي تغرد خارج السرب، وهي بمفهوم بعض المسؤولين أقلام “ضالة” لانها لا تأتمر بأمرهم، هذه الأقلام تكتب وتنشر وكثيراً ما نقرأها تشير مجتمعة أو منفردة إلى أقبية الفاسدين والمفسدين والفاشلين والمترهلين، في أحسن الأحوال يأتي الرد عليها من جوقة صاحب القبو: “الكلاب تعوي والقافلة تسير”، وفي حال أمعن هذا الصحفي في شروده مستفيداً من “الفلا الالكتروني” وبات يشكل إزعاجاً لصاحب القبو، سيصبح عرضة لملاحقة شرطة البلدية الالكترونية!!.
في جلسة ودية مع رئيس أسبق لجهاز رقابي ذكر أن الجهاز يستفيد من الاخباريات الصحفية وتكون طرف خيط للتدقيق والتحقيق وخاصة إذا ما انطوت المادة الصحفية على معلومات تفيد بوجود مخالفات مالية في جهة حكومية ما، في إحدى المرات حدث صراع في مؤسسة حكومية، وسجلت تقارير إعلامية العديد من الاشارات لماهية الصراع الحاصل حول ارتكابات واتهامات ومخالفات مالية، وصل علمها إلى رئيس جهاز رقابي سابق، وبما أن الأوامر لم تأت لإدارة الجهاز للتدقيق والتحقيق فيها، صارت القضية في طي النسيان!.
نعم لقد كانت الكلاب الشاردة هذه المرة أوفر حظاً من عشرات المقالات، وفي اللاوعي كانت لتثير غيرة وحسد كثير من الصحفيين، لو أنها – نقصد الكلاب – نالت مكافأة على فعلتها الاستقصائية بفعل حاسة الشم وغريزة الجوع.
هامش: مؤخراً الحكومة أعدت عدتها لمكافحة الفساد ومقارعة الفاسدين، اللافت أنها لم تذكر ما إذا كان بين عتادها وسائل الإعلام أو أن ضمن عديدها صحفيين!!.. ولا البلدية ستوظف الكلاب الشاردة.. وستدفع 200 ليرة على كل كلب شارد مقتول!.
طرفة بتصرف: يحكى أن مدير محطة تلفزيونية ذهب في رحلة استكشافية مع أمهر متنبئين جويين يقدمان النشرة الجوية في محطته إلى البادية، وفي الطريق صادفوا بدوي يسارع في تجميع مواشيه ولملمة أغراضه لادخالها إلى بيت الشعر فسألوه ما بالك يا رجل؟!.. أجابهم: ستمطر.. فاقتربوا منه وقال أحد المتنبئين له ألا ترى أن السماء صافية؟.. فلم يعطي لهم بالاً.. فاعتقدوا أنه مجنون وتابعوا مسيرهم.. وبعد أن ابتعدو عن خيمة البدوي مسافة قصيرة اشتدت سرعة الرياح وبدأت ترعد وتبرق فهرولوا عائدين إلى الخيمة وأصابهم بعضاً من المطر، وجلسوا بالقرب من موقد النار إلى جانب البدوي.. فسأله مدير المحطة وما أدراك أنها ستمطر؟!.. فأجاب البدوي إنه الحمار، فذهلوا.. فساله: كيف أخبرك الحمار، قال البدوي: أنا أنظر إلى حماري فإذا كانت أذنيه متهدلتين يعني أن الجو صحو، وإذا كانتا منتصبتين فهذا يعني أنها ستمطر.. فساد الصمت.. وعندما توقف المطر وهموا بالرحيل.. قال المدير للبدوي ما رأيك أن أعطيك رفيقاي وتعطني هذا الحمار!.. وفهمكم كفاية..
الاصلاحية | صار وقتا..
Post Views:
0