الاصلاحية | منصة التحكيم |
ما الذي يجعل وزير التجارة الداخلية يدافع عن مول قاسيون بكل هذه الحماسة؟!.. سؤال يبدو مشروعاً..
ما معنى أن ينفي الدكتور عبدالله الغربي وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك شخصياً لصحيفة رسمية وجود مواد مهربة في مول قاسيون تحديداً؟!، طبعاً سهولة وصول الاعلام للوزير الغربي هي حالة إيجابية، ومرونته في هذا الاتجاه تحسب له، لكننا لا نعتقد نفي تهمة موجهة لسوبر ماركت أو حتى مول هي مهمة وزير، منطقياً التقارير الرقابية هي من تنفي أو تؤكد!!.
لنفرض جدلاً أن الوزير كان مضطراً للإجابة عن سؤال ضمن حوار صحفي شامل، يستطيع أن يجب مثلاً أن التقارير الواردة من تموين دمشق أكدت لنا أنه لا يوجد مواد مهربة في المول، ويضيف إننا كوزارة نراقب كل الاسواق بما فيها من المولات بشكل دائم ومول قاسيون ينطبق عليه رقابياً ما ينطبق على جميع المحال التجارية!!.. لم يكن حواراً صحفياً بل كل سؤالاً محدداً!!. لسنا بوارد تنصيب أنفسنا قيمين على ما يجب أن يصرح به الوزير، لكن حسبنا أن نحاكم الأمر محاكمة عقلية.
فالوزير “الغربي” بحسب ما نقلته عنه صحيفة تشرين، ذهب أبعد من النفي وقال حرفياً: “كل فترة نذهب إلى «المول» للإطلاع على الوضع وما وصل اليه من تجهيز، وأشار بكل “عفوية” الى أنه انتهى تقريباً من التجهيز بشكل كامل باستثناء الطابق الثالث المخصص للألعاب والذي من المفترض الانتهاء منه خلال العشرة أيام القادمة، إضافة للانتهاء من إنشاء 3 صالات للأفراح فيه!.
إذا الوزير يتابع بنفسه ويزور المول اسبوعياً!!.. أمر يمكن فهمه وتفهمه فالرجل معتد بصفقة المليار وهي خطوة لم يسبقه إليها أحد من الوزراء وصار محط حسد ربما من بعضهم، بعد أن حقق عائدات للخزينة أكثر من مليار ليرة من حيز مكاني صغير نسبياً (مني مول) إذا ما قورن بالمقياس العالمي أو الاقليمي للمولات وأيضاً المحلي، (هو المول الاصغر بين مولات دمشق)!.
لكن الوزير في تصريحة للصحيفة لم يتوقف عند هذا الحد والأمر تجاوز العفوية والتلقائية التي اعتدناها منه في تصريحاته، و ذهب أبعد من ذلك بكثير وظهر وكأنه يروج لما قال إنه شعار مول قاسيون نقتبس حرفياً: “وأوضح الوزير أن شعار «مول» قاسيون الحالي هو نقل «مولات» منطقة المالكي الى منطقة برزة، علماً أن أهالي المالكي يأتون الى برزة لزيارة «المول»، مشيراً الى أن أسعاره مناسبة ولا تختلف عن الأسعار الرائجة في المنطقة”!!.
ما يجعلنا ننفي صفة العفوية والتلقائية في هذا التصريح هو أنه في الآونة الأخيرة ترددت أنباء عن نية مستثمر مول قاسيون استثمار مول المالكي “ماسا بلازا” بعد أن قدم عرضاً مغرياً لمحافظة دمشق لفسخ عقدها مع المستثمر الحالي، طبعاً ذلك سبب هلعاً لدى المستثمرين “المستأجرين” في مول المالكي الذين بدأوا يتحسسون مصالحهم وفق اتجاه الريح خاصة مع تضييق الخناق على صاحب “ماسا بلازا”.. طبعاً في حال نجح مستثمر “قاسيون مول” بضم “ماسا بلازا” سيضطر المستأجرين فيه للاستثمار في “قاسيون” طمعاً بكسب ود المستثمر الجديد!، فهل هكذا ننقل التجربة؟!.. بكل الأحوال نعتقد أن أهالي منطقة برزة ومساكن برزة يتوقون لشوارع جميلة ونظيفة كما شوارع المالكي وليس لأسعارها!.
حقيقةً لم يترك الوزير لمستثمر مول قاسيون ما يقوله، وكانت نقلت الصحيفة عن المستثمر تأكيده النفي، أكثر مكن ذلك كان تعهد بإرسال دوريات لمكافحة أي مواد مهربة في المول في حال كانت موجودة فعلاً!!.
هذا وكانت الصحيفة فأشارت إلى ما قالت إنها صور انتشرت لشوكولا ومعلبات وجبنة و«شيبسات» مهربة ومواد مجهولة المصدر وثقها أحد المواقع عند زيارته لمول قاسيون في منطقة برزة، إضافة لنشر صورة لفاتورة بتاريخ يوم الخميس ٢٦/٧/٢٠١٨ تثبت وجود المواد مجهولة المصدر أكد حصوله عليها بعد شرائه لتلك المواد من “المول”.
هامش: أمانةً لم يكن الوزير “الغربي” هذه المرة موفقاً في تصريحه، ونتمنى منه تقبل نقدنا هذا بصدر رحب، وقد دأبنا من خلال منصة تحكيم الاصلاحية محاكمة جميع القضايا والقرارات والتصريحات والحالات الجدلية المختلفة بحيادية، ووفقاً لما نملكه من معلومات، نخطئ ونصيب لكننا نحاول التصويب.
الاصلاحية لأنو صار وقتا..
Post Views:
0