الاصلاحية | خاص |
قبل أيام شهدت مدينة اللاذقية حراكاً ثقافياً سينمائياً من خلال فعاليات مهرجان “خطوات” السينمائي الدولي الخامس للأفلام القصيرة واستضافته دار الأسد للثقافة في المدينة، تحت عنوان عريض مفاده دعم سينما الشباب السوري ومساعدتهم لتحقيق أحلامهم السينمائية رغم ضعف الإمكانات.
رماح اسما عيل | إذا كان الأمر كذلك حقاً، فكيف ستقنع شاباً سورياً طموح سينمائياً أنه سيحقق مبتغاه في بلاده وسيبلغ المكان الذي يصبو إليه في هذا المجال، ولم يكرم أي فيلم سينمائي سوري خلال الفعالية كلها؟!.
أول ما يخطر في بالك حين تسمع “فعاليات مهرجان خطوات السينمائي في اللاذقية” هو أن تلك الفعالية أقيمت لتكريم الفيلم السوري، لأن من ضمن تلك الفعاليات جائزة هي جائزة أفضل فيلم سوري، لكن دهشة أصابت الكثير من الحضور الشباب المهتمين بالسينما حين انتهى المهرجان دون تكريم لأي لفيلم سوري وإلغاء تلك الجائزة رغم الاعلان المسبق عن وجودها واستقبال نصوص للتنافس عليها، بل كرمت أفلام دول أخرى من شرق وغرب العالم وسط تغييب للهوية السينمائية السورية التي لم تظهر إلا من خلال تكريم عدد من الشخصيات التي دعاها القائمون على المهرجان للحضور، فتحول المهرجان بذلك إلى فسحة لاستعراض الشخصيات وبناء المزيد من العلاقات العملية، واكتفى القائمون أيضاً بتثبيت الحضور السوري من خلال عرض 11 فيلم سوري من إجمالي 44 فيلما تم اختيارها من ايطاليا والهند وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وإيران وكندا والبحرين والمغرب والعراق ومصر ولبنان والسعودية والإمارات.
وحين طرح السؤال المحوري بعد انتهاء المهرجان، لماذا لم نشهد تكريماً لأي فيلم سوري؟! كانت الإجابة الصادمة، ألا فيلماً سورياً يستحق الجائزة! لنفترض ذلك حقاً، وأن مسار البوصلة بالفعل تم تصحيحه وأصبحت الجوائز تعطى فقط للمحتوى الذي يستحق، الأفلام المشاركة من إنتاج المؤسسة العامة للسينما التي تعتبر من رعاة المهرجان، فإذا كان محتوى أفلامها لا يستحق الجوائز فبأي معيار تم قبول نصوصها وتصويرها لتصبح أفلاماً فيما بعد! بالانصراف عن موضوع الجائزة التي تم إلغاء بندها وسط ظروف غامضة، فالعروض السينمائية أيضاً تمت وسط ظروف ليست غامضة إنما رديئة، حيث عرضت الأفلام التي نفذت لعرضها في صالات سينمائية على جهاز إسقاط لمركز ثقافي مما جعل الصورة ضعيفة واللقطات الليلية رؤيتها شبه معدومة، والسبب يرجع إلى كون مدينة اللاذقية “عروس ساحلنا” لا تحتوي أي صالة سينما على الإطلاق!. ناهيك عن كون موعد المهرجان كان متذبذاً، فقد أعلن عنه في وقت سابق وتم تأجيله، ثم تم الإعلان عنه قبل 4 أيام فقط من البدء بفعالياته.
يذكر أن فعاليات الدورة الخامسة للمهرجان الذي يقيمه مجلس الشباب السوري بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما انطلقت في 24 من الشهر الحالي بمشاركة 44 فيلما من 14 دولة.
الاصلاحية | صار وقتا..
Post Views:
0