الاصلاحية | خاص |
لموظفي “شؤون الطلاب” و”الامتحانات” في الجامعات السورية “بروتوكولاً” خاصاً لجهة معاملتهم غير اللائقة للطلبة، فتجد الطالب يتأهب نفسياً لملاقاتهم قبل البدء برحلة توقيع وختم الورقة الجامعية، وكأنه على دراية أن هذه الصفة “المستهجنة” التي يتصف بها أولئك الموظفون شرط أساسي من شروط توظيفهم في مكانهم هذا.
رماح اسماعيل | هنا سنأتي ببضع عبارات لن تسمعها إلا في جامعاتنا الحكومية وعلى لسان أولئك الموظفين أنفسهم: “مو شايفنا عم نشرب قهوة” هذه العبارة تحل محل “صباح النور” حين يقدم الطالب في الساعة التاسعة صباحاً لأخذ ورقة أو توقيعها من شؤون الطلاب ويبادرهم بعبارة “صباح الخير”، فيرى الوجوه تستنكر هذا الخطوة المبكرة التي جاءت في وقت غير مناسب من أوقات الدوام الرسمي الذي يبدأ في الثامنة.
إحدى الطالبات أسرت لنا أنه ليس من الضروري أن يشرب الموظفون القهوة، فقد همت صباحاً لجلب ورقة براءة ذمة والبدء برحلة توقيعها في أرجاء الجامعة لتصدم أن لبعض الموظفين مزاج صباحي آخر فقد كانت “المتة” و”فصفصة البزر” على حد تعبيرها سيد الموقف، ليطلب منها الموظف أن تعود بعد نصف ساعة ريثما ينتهي من طقسه الصباحي المقدس!.
شغلتك مو عنا | اذا كانت “الثرثرة” في أوقات الدوام الرسمي في أمر مصيري ربما حول “طبخة اليوم” أو “الراتب ماعم يكفي” وجاء الطالب في خضم هذا الحوار فقد يسارع الموظف إلى هذه الجملة التي تريحه حتى قبل أن يسمع مراد الطالب، وهنا أيضاً يفيد شاهد من أهله وهو طالب سأل في شؤون الطلاب عن ورقة له فأجابه الموظف: أن لا علاقة للشؤون بالأمر عليه أن يسأل في الديوان، وعند طرح سؤاله في الديوان أجابه الموظف “شغلتك بالشؤون مو عنا!”، فأي نوع من الحيرة وقع فيه هذا الطالب وسط بهو جامعته بين مطرقة الديوان وسندان الشؤون!.
مو وقتكن هلا | وهذه الجملة تقال للطلبة القدامى حين يتزامن توقيع أوراقهم مع تسجيل الطلاب الجدد، ففي جامعة البعث أفادت إحدى الطالبات أنها اضطرت إلى إنهاء أوراق تخرجها مع بداية العام الدراسي وتسجيل الطلاب الجدد، فكانت الإجابة من الموظفة أن لا وقت لهذا الكلام طالبة منها العودة في وقت لاحق، مع أن الأمر لا يتطلب أكثر من ورقة موضوعة على طاولتها، أو في أحد دروج مكتبها المكدسة بالأوراق بشكل عشوائي، فلا همة لديها للبحث عنها وتسهيل أمور الطلبة جميعهم رغم أنها وظيفتها الأساسية وهي موجودة في مكانها ذاك لأجلها.
ناهيك عن مفهوم “الورقة الضائعة” ففي كلية العلوم بدمشق ضاعت ورقة لطالب كان من شأنها تسهيل عودته إلى جامعته لينتهي الأمر دون اعتراف الكلية بفقدانها، وفي جامعة حلب ثلاث سنوات وجملة “الطابعة مو شغالة” على لسان موظفيها، وبالعودة إلى البعث فإن “قلة المروة” في البحث عن ورقة لطالبة جبرتها على السفر إلى دمشق لجلب نسخة عنها من منزلها والعودة إلى الجامعة في حمص لتسليمها.
هذه التفاصيل للأسف موجودة منذ أعوام في الجامعات السورية رغم أصوات الطلبة التي تتعالى في الشكاوى على الموظفين الذين يعرقلون سير الأوراق الجامعية بسلاسة، لذا يبدو أنه من الأجدر على الطلبة أن يعتادوا على حالة التأهب النفسي حين يهمون لتوقيع أوراقهم وختمها فما لم يتغير لسنوات كثر يبدو أنه تعزز وأصبح وزمة لا علاج لها.
Post Views:
0