الاصلاحية | خاص |
افتقدت الدراما السوري في الآونة الأخيرة عنصر التجدد، حيث باتت المشاهد تكرر نفسها بنفس الصيغة وإن اختلف القالب، فأغلب الحبكات الدرامية -إن وجدت- الحبكة من الأساس باتت بنهايات من السهل توقعها وهذا هو الفخ الذي وقعت فيه الدراما السورية مؤخراً، فخ عدم قدرتها على ادهاش مشاهدها!.
رماح اسماعيل | الموسم الرمضاني الفائت كان “مؤسفاً” على الصعيد الدرامي، فبدت الدراما السورية وكأنها ثكلى نعت أكثر من نصف أعمالها منذ عرض أول حلقتين منها، باستثناء بعض الأعمال التي صفق لها الجمهور إما لحبكتها أو لحسن اختيار ممثلي شخصياتها من الفنانين الذين يمتلكون حس الإقناع الذي يشكل الحلقة المفقودة في واقع الدراما اليوم.
منذ أعوام مضت لم تقدم الدراما السورية أعمالاً تجد لنفسها مكاناً في ذاكرة المشاهد، فاليوم حين نقول “أحلام كبيرة” يبتسم جمهوره أسفاً لافتقادهم عملاً يشابهه في البساطة والصدق، وحين نقول “زمن العار” و”الانتظار” وكأننا ذكرنا أيقونتان من الدراما الاجتماعية من الصعب تكرار حبكتهما والتفاصيل الدقيقة التي جعلت المشاهد يعيش حالة كل شخصية فيهما.
واليوم قد يكون من الصعب أن يستذكر المشاهد اسماً لمسلسل عرض في السنوات الأخيرة بذات الروح التي سينطق فيها اسم عمل شاهدها في فترة ما قبل 2010 على سبيل المثال.
الناقد الدرامي “ماهر منصور” وصّف لـ “لإصلاحية” الأسباب التي أفضت إلى وصول الدراما لحالتها هذه من عدم الإقناع وسطحية ملامستها لهموم مجتمعها بالقول: «الأعمال الدرامية السورية في الفترة الاخيرة باتت تلعب في المساحة الامنة للتسويق بعد كل ما عانته من حصار تسويقي، الامر الذي دفعها لاتخاذ ما يشبه الوصفات الجاهزة للعبور إلى الفضائيات، على نحو بات من المسلم أن الأعمال الجماهيرية في موسم فائت، بخلاف النظر عن مستوياتها الفنية والفكرية، هي من ترسم “التوجه” الانتاجي في عام لاحق، الأمر الذي خلق رتابة في المضامين الدرامية المقدمة، على حساب غياب شبه كامل للمغامرات الإنتاجية على صعيد المضمون والتجارب الاخراجية.
“منصور” اعتبر أن السلوك الإنتاجي أثر على حضور النص الدرامي السوري، فاليوم في الدراما السورية وفقا لرأيه هناك نصوص مستنسخة من بعضها البعض، و نصوص أخرى تعيش حالة مراهقة تحت مسميات عديدة منها الجرأة ومنها ملامسة الواقع، ومنها طرق مواضيع لم يسبق للدراما طرحها.
وتابع متسائلاً: ولكن أي معنى للنزوع نحو الاختلاف دون أن نحفظ ألف باء البناء الدرامي لأي مسلسل..؟ أين هي الحكاية الدرامية المتماسكة، التي تمضي خيوطها على نحو متواز ومتصاعد، أين هي الرواية التلفزيونية الاجتماعية، وأين هو النص التاريخي الذكي، والأكثر من ذلك أين لعبة التشويق والإثارة في نصوصنا الدرامية الجديدة..؟!»
طبعاً الكثير من النقد طال الدراما السورية خاصة في السنتين الأخيرتين نظراً لانحدار مضمونها الذي بات لافتاً للمشاهد وتكرار حبكاتها بشكل بات قادراً فيه على توقع الأحداث القادمة بتفاصيلها كون القصة التي يتناولها النص مطروقة للغاية، أو غير محبوكة وخطوطها مكشوفة النهاية منذ البداية.
Post Views:
0