الاصلاحية | خاص |
بدلاً من أن يصدر مطبخ القرارا الحكومي ما يثلج صدر الشبان الذين لم يتأخرو عن دعوة خدمة العلم الإلزامية أو الاحتياطية، ذهب العقل السلبي المستحكم في صياغة القرارات والتوجيهات الحكومية إلى إشعال نار التمييز في قلوب المتخلفين عن الدعوة الاحتياطية، المشمولين بمرسوم العفو الأخير الذي كان هدأ من روعهم باسقاط العقوبات عنهم وشطب أسمائهم من قوائم الاحتياط!!.
ثمة فارق كبير بين العقل الإيجابي الهادئ للدولة وقيادتها والذي أنتج “العفو” عن المتخلفين، وبين العقل السلبي الحكومي الذي يعمل على ردات الفعل الآنية واللحظية الذي أنتج توجيه هزيل يمنعهم من التقدم لمسابقات التوظيف الحكومية!!.
نعم كان توجه الحكومة عبارة عن ردة فعل أرادت من خلاله وفقاً لمروحة أفكارها “الضيقة” جبر خواطر من شعروا بنوع من الاحباط على خلفية مرسوم العفو، على اعتبار أنهم أي الذين لبوا الدعوة وذويهم تحملوا مشاق الحرب لسنوات طويلة، فيما المتخلفين سافروا وبنوا حياة جديدة ومنهم من توارى عن الانظار، ثم استفادوا من كرم الدولة وعفوها، ذلك الاحباط ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي كمزاج مؤقت، وعليه بنى مطبخ القرار الحكومي رسالته الاعلامية، فقرر معاقبة المتخلفين على طريقته كنوع من المزاودة على مرسوم العفو، دون أن يمنح ميزات تفضيلية للملتحقين!!، بمعنى أدق لن نكافئكم لكن سنعاقب “المتخلفين”!!.
كان يكفي مثلاً أن تقرر الحكومة أن تكافئ من لبى دعوة الاحتياط بمعاملته معاملة خاصة اثناء التقدم للوظيفة العامة كأن تمنحه علامات “مكتب العمل” التي باتت ترجح كفة التعيين في المسابقات، أو ممكن أن تعاملهم أسوة بذوي الشهداء والجرحى وترفع النسبة المخصصة لهذه الشرائح من 50 % إلى 75 %، أو أفضلية في العقود السنوية القابلة للتثبيت.. الخ، ثمة حلول كثيرة كان يمكن أن ينتجها العقل الحكومي دون أن يأت على ذكر مسألة المتخلفين ويخوض في غمار جدل جديد بما يخالف الدستور، إذا أن المواطنين السوريين متساوين في الحقوق والواجبات.
أكثر من ذلك كان ممكن للحكومة أن تعود عن قرار التريث الذي قطع مع قرار الحكومة السابقة وكانت وعدت في العام 2012 كل من يلتحق بخدمة العلم أن يحظى بفرصة عمل حكومية.. راجع الاصلاحية: “بعد أن تكلل جبينهم بالنصر.. لعنة البطالة تلاحق المسرحينوالسبب !!
راجع أيضاً: “ملف المسرحين لازال يرزح تحت وطأة الوعود الحكومية غير الناضجة!
اقرأ أيضاً: “الحكومة تتنصل من توظيف المسرحين.. وفي الأفق مشروع لذر الرماد في العيون!
وأيضاً: “هل تفاجئ حكومة المهندس خميس مسرحي الدورة 102 بتفعيل هذا القرار؟!
هامش: ثمة كثير من الاسر السورية لديها شاب التحق بالاحتياط وآخر تخلف لظروف معينة، الحكومة بهذا التوجه تكون عاقبت تلك الأسر مرتين في الأولى عندما لم تساعد الملتحق وفي الثانية عندما عاقبت المتخلف!!.
كان بالامكان أفضل مما كان.. الاصلاحية | صار وقتا..
Post Views:
0