الاصلاحية | متابعات |
“صحفيو المكاتب الصحفية في الوزارات: شهود زور في حضرة الوزير” تحت هذا العنوان كتبت الصحفية لجين سليمان في موقع هاشتاغ سوريا مقالاً اعتبرت فيه أن كل الأخبار الصادرة عن المكاتب الصحفية في الجهات العامة من قبيل: “زار الوزير وجال الوزير، وافتتح الوزير، وعطّر الأمكنة بوجوده، اطلع على واقع العمل في المنشأة الفلانية، وتحدث عن أهمية العمل فيها، إضافة إلى “النشاطات” التي يندرج معظمها في تلميع الوزير وإبراز كل تحركاته بغض النظر عن نتائجها أو جدواها.
المقال أشار إلى أهمية أن تحتوي الرسالة الإعلامية الموجهة للجمهور على جميع الاتجاهات والآراء، وهو ما يسمى علمياَ أن تحمل الرسالة، الحجج الضعيفة والقوية، وذلك لعدد من الأسباب أهمها أن يثق المواطن بما ينشر من أخبار، خاصة وأن التسويف الذي رافق المواطن السوري منذ وعيه على مفهوم الحكومة، أثار لديه نوعا من عدم الثقة.
واستطلع المقال آراء أكادمية وصحفية حول ما تنتجه المكاتب الصحفية من أخبار:
الصحفي حازم عوض مدير تحرير موقع إعلامي اعتبر أن معظم من يعملون في المكاتب الصحفية، غير ممارسين لمهنتهم بشكل فعلي، أو مارسوها سابقا في قطاعات حكومية، وبالتالي أكثر ما يهمهم هو إظهار الصورة المشرقة، أو الصورة التي تظهر أن هذا الوزير أو ذاك يعمل، مع إهمال أي سلبية أخرى”، مشيراً: “لا يمكن أن نعد الخبر الصحفي مهماً إلا إذا بُني على عدد من القواعد، منها آنيته وأهميته بالنسبة إلى الجمهور والوسيلة ، إلى جانب الغرابة، أما عندما نقول إن الوزير قام بجولة معينة، فهو يقوم بمهمته وهذا شيء طبيعي وعادي، لا يهم الجمهور ولا يهم أحدا، كونه جزءا من مهامه الطبيعية”.
وأضاف: “المشكلة أن في سورية، هي الصورة المترسخة في ذهن الشعب، وهي أن الوزير يعتلي مكتبا، ويصدر أوامر، فأصبح من الغريب، أن يقوم بجولة، حتى بالنسبة إلى المكتب الصحفي ذاته”.
ورأى عوض “أنه كصحفي، بعد حملة تحسين صور الوزراء والمحافظين وغيرهم، من خلال مرافقتهم بالزيارات، لا تهمه سوى النتيجة، إن وجد ما يهم الجمهور، بينما لا أهتم بزيارة أي مسؤول لأي منطقة، إلا إذا كان فيها ما يلفت، وأفضت إلى نتيجة، تهم شريحة واسعة”، مشيراً إلى أن “بعض المكاتب حاولت تصوير الوزير بصورة معينة (يكنس، ينظف)، لكن النتيجة كانت عكسية للمتلقي، خاصة المواطن الذي ينتظر شيئا ملموسا، وهو ما يعكس سوء فهم المكاتب الصحفية، وسوء التقدير لما يريد أن يعرفه الجمهور”.
فيما أشار الأستاذ في كلية الإعلام في جامعة دمشق وعضو لجنة الإعلام الإلكتروني أحمد الشعراوي إلى أن المكاتب الصحفية يجب أن تكون الناطق الرسمي باسم الوزارة”، ويضيف: “للأسف الكثير من المكاتب الصحفية لا تقوم إلا بعملية الرد على ما يكتب عن الوزارة أو المؤسسة المعنية، وهذه هو عبارة عن جزء بسيط من عمل تلك المكاتب، ولذلك يجب ألا ينحصر دورها في هذا المجال فقط”.
ويدعو الشعراوي المكاتب الصحفية إلى عدم حجب المعلومة لأن ذلك سيكون باباً للأخبار الكاذبة والشائعات، داعياً المواقع الالكترونية إلى “ضرورة أن تتوخى الدقة فيما تنشره، وتقدم معلومات إيجابية وسلبية في آن واحد، وفي حال قدمت تلك المواقع معلومات صحيحة ينبغي ألا تهاجم”.
وبيّن أن “تعامل المكاتب الصحفية بشكل إيجابي مع المعلومات يؤدي إلى القضاء على الشائعات، وللأسف فإن بعض المكاتب تعتقد أن عمل المكتب الصحفي هو تأكيد للنواحي الإيجابية فقط”.
القمال أيضاً نقل إفادة مديرة المكتب الصحفي في وزارة الشؤون الاجتماعية هناء ديب، حيث لفتت إلى أنه “على الرغم من ضرورة أن يواكب المكتب الصحفي نشاطات الوزارة أو ما يقوم به الوزير، إلا أن الأهم هو تغطية ما يهم المواطن، خاصة وأن وزارة الشؤون الاجتماعية هي وزارة خدمية بامتياز، وأي شيء ينشر على صفحة الوزارة يجب أن يكون خدمي بامتياز”.
ورأت أن “الصيغة التي تأتي في الأحاديث الصحفية، والتي تتحدث عن زيارات الوزراء لم تعد طاغية كما قبل، والعمل اليوم يتركز باتجاه آخر، هو ما يهم الشريحة الكبرى من المواطنين”.
وحول انزعاج المكاتب الصحفية من أي نقد يتم توجيهه للوزارات أكدت أن “النقد محفّز، ويجعلنا نضع أيدينا على الثغرات الموجودة ببرنامج معين أو مديرية معينة”.
من جهته، يؤكد مدير المكتب الصحفي في وزارة الثقافة جوني ضاحي أن “الصورة المأخوذة عن المكاتب الصحفية، هي صورة خاطئة، وفي المكتب الصحفي في وزارة الثقافة تتم مساعدة أي صحفي”.
وأكد أن “المواطن يحتل المرتبة الأولى في أي عمل يقوم به المكتب الصحفي في الوزارة، ولا يتم تبييض صفحة أي وزير”.
بينما أشار أحد الصحفيين العاملين في أحد المكاتب الصحفية، والذي رفض ذكر اسمه بحسب المقال أنه يتم اليوم “العمل على ترويج أفكار باتجاه واحد، بحيث تتناقل صفحات “فيسبوك” للمكاتب الصحفية في مختلف الوزارات الخبر نفسه، كي يتم إغراق المواطن بنفس الوجهة والمعلومة حتى لو لم تكن صحيحة”!
ويشير إلى أن الهدف الأساسي من عمل هذه المكاتب هو “إظهار الوزير بأفضل صورة، وتسليط الضوء على نشاطات الوزير وأهدافه” لافتا إلى أن أحد الوزراء كان يطلب من مكتبه الصحفي أن يصوّره وهو رافعا يده ويختار وضعيات التصوير التي يريد إظهارها على الإعلام.
وخلص المقال إلى نتيجة مفادها أن المكاتب الصحفية خرجت عن دورها، واعتبر أن معظم العاملين فيها نسيوا أنهم صحفيون، وباتوا موظفين لدى هذا الوزير أو ذاك، همهم الوحيد كسب رضاه عبر تلميع كل ما يقوم به، لافتاً لوجود بعض الاستثناءات لصحفيين أو مدراء مكاتب صحفية ( يعدون على أصابع اليد الواحدة) ما زالوا أمناء لمهنتهم ومسؤولياتهم، فيحاولون على الأقل مساعدة زملائهم الصحفيين بمدهم بالمعلومات وإن كان ذلك بغير علم الوزير وبطانته!.
Post Views:
0