الريف الحموي: ترقب حذر لجني أفضل محصول حبوب منذ 20 عاماً.. مساحات الشعير تتفوق على القمح والبقوليات

الاصلاحية | خاص |

بحذر لافت يترقب مزارعو ريف محافظة حماة الشرقي والشمالي موعد جني محاصيلهم الزراعية، تميل سنابل الشعير إلى الاصفرار لتكشف المساحات الشاسعة التي احتلها خلال هذا الموسم على حساب القمح والبقوليات “العدس”.

الشعير “محصول خفيف نضيف” على حد تعبير المزارعين في تلك المنطقة، قليل الكلفة في زمن شح المشتقات النفطية “لزوم الري” ونقص الأسمدة، فضلاً عن كونه يناسب مختلف أنواع التربة على خلاف “القمح والبقوليات” وعند جنيه لا يحتاج لأيدي عاملة كبيرة على عكس “العدس”.

لا زالت عيون المزارعين هناك تراقب السماء، أخبار المنخفضات الجوية مبعث قلق لديهم، بعض زخات المطر لن تؤثر على محاصيلهم، الخوف من حبات البرد أو الأمطار الغزيرة، قد تحدث أضراراً بمزروعاتهم، على الطرقات الرئيسية التي تخترق بعض القرى يمكن ملاحظة الحصادات التي بدأ أصحابها بصيانتها استعداداً لموسم عملها الذي يرتبط بتوفر “المازوت” يصل حالياً سعر الليتر الحر من هذه المادة لـ 500 ليرة سورية، منذ شهرين لم تتلق الكازيات أي طلبية “مازوت” مقابل طلبية “بانزين” واحدة فقط، يتوقع “علي” أن يرتفع السعر عند بدء الموسم، يؤكد من خلال تجربته العمل على الحصادة خلال الموسمين السابقين أن الطلب سيزداد على المادة فإلى جانب الحصادات تحتاج معظم الاليات المستخدمة في جني المحصول ونقله من الحقل إلى المخازن للمازوت، فترة جني المحصول القصيرة تحتم على المزارعين قبول الأجور المرتفعة التي يطلبها أصحاب الحصادات وخاصة ذات الكفاءة العالية حيث أن كثير منها باتت قديمة ومتهالكة، كل ذلك سيزيد من الكلفة، أغلب الفلاحين يضطرون لبيع محاصيلهم مباشرة ما يزيد من العرض في موسم الحصاد، تلك إشارات يتلقفها التجار بسرعة، يحققون أرباح طائلة على حساب الفلاح المنهك طيلة عام جرار كلف الانتاج العالية.

في موسم البذار الفائت تجاوز سعر كيلو الشعيرالـ 200 ليرة سورية، قلة من المزارعين من يستطيع تخزين محصولة حتى يرتفع سعره، الحكومةهذا العام أيضاً أبقت على سعر استلام الشعير على حاله (130 ليرة للكيلو) في حين رفعت سعر استلام القمح إلى 185 بزيادة 10 ليرات عن العام الفائت، وبحسب مزارعين فإن وسطي كلفة انتاج كيلو الشعير تختلف من منطقة لأخرى تبعاً لغلة الأرض المزروعة وخصوبة تربتها لكنه دون الـ 100 ليرة في معظم المناطق، فيما لم يحتج محصول القمح لهذا العام كثيراً من السقاية ما يخفف من وسطي كلفة الانتاج، لكن يبقى الهاجس الأكبر هو الأجور التي ستتقاضها الحصادات وأجور نقل المحصول مع ارتفاع سعر ليتر المازوت، العدس والحمص واليانسون والكمون من المحاصيل المهمة في تلك المنطقة لكن مساحتها قليلة بسبب كلفة انتاجها المرتفعة وحاجتها لأيدي عاملة بشرية كبيرة، وأسعار المبيع لا يمكن التنبؤ بها وستكون وفاً للعرض والطلب، لن يرتفع سعر هذه المحاصيل في حال لم يتخذ قرار بتصديرها هذا ما أكده أحد تجار الحبوب.

جدير بالذكر أن وزير الاقتصاد سامر الخليل أكد مؤخراً أن عدد الإجازات المقدمة لاستيراد الحصادات خلال الربع الأول من عام ٢٠١٩ /٢٠/ طلب لاستيراد /٣٦١/ حصادة، في حين كان عدد الإجازات المقدمة عن كامل عام ٢٠١٨ /١٤/ إجازة فقط لاستيراد /٣١٢/ حصادة تم توريد ٢٩٥ منها وذلك نتيجة قرار مجلس الوزراء السماح باستيراد الحصادات (الجديدة و المستعملة) بغض النظر عن سنة الصنع لتلبية حاجة السوق إلى الحصادات.