الاصلاحية | متابعات |
تعاني أغلب العائلات السورية مع أطفالها مشكلة عدم رغبتهم بالذهاب إلى المدرسة ، وتبدو مشكلة مزمنة!
تقول مها (أم لطفلين في المرحلتين الإعدادية والابتدائية): “مع كل سنة دراسية جديدة يبدأ الأطفال التذمر من ذهابهم إلى مدارسهم، بالرغم من كل التسهيلات والدعم والترغيب الذي نقدمه لهم، ولكن دون أي فائدة.
وتضيف: “تستمر هذه الحالة لوقت طويل، إلى أن يعتادوا الأمر، وأغلب أسباب تذمرهم هي الاستيقاظ والنوم باكراً، والالتزام بروتين معين، يفرض عليهم بعضاً من النظام، الذي فقدوه بشكل جزئي في فصل الصيف” .
وتشير: “مشكلتي مع ابني الصغير (مرحلة ابتدائية)، أكبر من مشكلتي مع الطفل الثاني، وخاصة أنه يرفض الذهاب إلى المدرسة بدون أن أرافقه يومياً”.
المرشدة النفسية، عفاف الهامس، تقول عن هذا الأمر: “توجد عدة أسباب تدفع الأطفال إلى التذمر من العودة إلى المدارس، وأبرزها هو التوقيت الذي يعود فيه الطفل إلى المدرسة، فمن الطبيعي عدم شعوره بالارتياح في ظل حالة من النظام والانضباط، بعد فصل طويل من الاستراحة والاصطياف”.
وتشير الى أن “المشكلة أكبر عند المراحل العمرية الصغيرة، الذين يصعب ضبطهم، وتكثر متطلباتهم”، مشيرة إلى أن “أغلب مدارسنا غير مؤهلة بشكل كافي، لتدفع الطفل للتعلق بها”.
ويجد، الأخصائي النفسي، يحيى الخضر، أن أهم أسباب عدم رغبة الأطفال بالعودة إلى مدارسهم هي “كثرة التنقل لأغلب العائلات بسبب النزوح من منطقة إلى أخرى، مما يسبب حالة من عدم الاستقرار عند الأطفال، وعدم وجود حالة من الارتباط مع مدارسهم”، مشيراً الى أن “الأسرة هي قاعدة الهرم الذي يبنى عليه الطفل، ويجب عليها أن تقوم بتهيئته نفسياً قبل البدء بالدوام”.
وقال الخضر إن “المناهج الدراسية الصعبة، وصعوبة ايصال المعلومة للطفل بشكل سهل وبسيط مشكلة إضافية تزيد من حجم المشكلة، كما أن افتقاد الأطفال إلى زميلهم في المقعد الدراسي، بسبب التنقل وتغيير أماكن المدارس سبب إضافي لهذه الحالة”.
يشار الى أن أغلب المدارس السورية، تعاني نقص في الاهتمام بالإرشاد النفسي، وضرورة تأهيل الطفل خلال عودته إلى المدرسة، بشكل يتناسب طرداً مع حجم المناهج الكبيرة، وساعات الدوام الطويلة والمرهقة بالنسبة للأطفال.
هاشتاغ سورية
Facebook Comments