الاصلاحية | خاص
لم يعد يعول الشارع السوري كثيراً ولا قليلاً على ممثليه تحت قبة البرلمان، ذلك بعد عديد الجسات التي حضرتها الحكومة بكامل أعضائها تحت القبة في افتتاج جلسات مجلس الشعب التشريعية السابقة، وعلى قولة أبو شحود: (سمعناكم كلام زين سمعتونا كلام زين) انقضت كل تلك الجلسات رغم أن معظمها كانت تنعقد في ظل أزمات معيشية وخدمية خانقة!!.
اليوم الأحد 15 / 9 / 2019 سيتجدد اللقاء، الحكومة دستورياً مدعوة لتكون حاضرة في افتتاح أولى جلسات الدور التشريعي الثالث ربما الرابع لا يهم، المهم أنه ربما الدور قبل الأخير للمجلس، بمعنى لم يعد أمام الأعضاء الكثير من الوقت ليلملموا أصواتهم تأهباً لانتخابات برلمانية قريبة تفصلهم عنها بضعة أشهر.
لكن لو أراد الأعضاء أن يسجلوا حضورهم في هذه الجلسة فلن يضنيهم البحث كثيراً في إيجاد ما يرمونه بوجه الحكومة من ملفات الفشل وخيبات الأمل العالقة!.
عن الرواتب وزيادتها، وتذبذب سعر الصرف، وسوء الأحوال المعيشية وارتفاع الأسعار، وغيرها من الملفات المزمنة، لن يجد اي من الأعضاء حرجاً في الخوض فيها، رغم أن أغلبهم ونقصد أعضاء مجلس الشعب سمع بها من “الفيسبو” وفي أحسن الأحوال من “الإعلام”، سيقول للحكومة لقد فشلتم، وسترد الحكومة هذا ما فعلناه في تأمين لقمة عيش المواطن في زمن الحصار الجائر.
سيعبر رئيس مجلس الشعب مجدداً عن سعادته باللقاء ومثله رئيس مجلس الوزراء من مبدأ الشراكة وأنهما في خندق واحد، سيتمادى بعض الأعضاء “المفزلكين” ويضطر رئيس مجلس الشعب لاسكاتهم، قلة قليلة من الأعضاء يمتلكون ملفات حقيقية من نبض المناطق التي نجحوا عنها، قد لا يحصلون على الوقت الكافي سيقدمون أوراق مكتوبة، سيتنطح للحديث في الاقتصاد من لا يعرف ألف باء الاقتصاد وسيدلي بدلوه في مسألة سعر الصرف من باب أنا حاضر وأتابع، ربما يعتمد في ذلك على بوستات “فيسبوك” كتبها ناشط هاوي!.
“شو صار بزيادة الرواتب” أسهل سؤال يمكن أن يرميه أي نائب بوجه الحكومة، ويتابع: “الكن 3 سنوات بتوعدونا”، “وين صرتوا بمكافحة الفساد” سؤال مطروح لن يغيب أيضاً عن بال النواب المتخمين بالاشاعات التي اطلعوا عليها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي!.
قد لا نجد أي نائب عن الفلاحين يملك أسئلة عن التحضيرات للموسم الزراعي القادم ومصير فائض الشعير والعدس من الموسم الفائت، مع أن كثير من الأعضاء نجحو عن “الفلاحين”، كذلك الأمر ممن نجحوا عن باقي فئات الشعب، من غير المرجح أنهم التقوا ولو صدفة بهموم باقي “فتات” الشعب!.
من الطبيعي أن يواجه كثير من النواب الحكومة بمسألة غلاء المنشآت السياحية ويلومونها في ذلك، فأغلبهم ارتادها في فترة عطلة الصيف وجرب الخمس نجوم والأربع، واستجم في الشاليهات، وفطر وتغدى وتعشى بالمطاعم، “يعني شاهيد عيان”!.
قد تستغرق الجلسة ساعات طويلة كما العادة ثم يخرج الجميع بكامل الرضى، بينما المواطن قد لا يسمع بكل تلك الجلسة إلا صدفة عبر نشرة أخبار الثامنة والنصف على السورية!.
هامش لسكان دمشق: اليوم مركز المدينة سيعاني من أزمة مرور خانقة لعدة ساعات، لا تقولوا ما خبرناكم!.
#لأنو_صار_وقتا..
Facebook Comments