الاصلاحية | اقتصاد
من المفترض إن صحت نسخة الكتاب التي تداولتها أمس مواقع إعلامية وصفحات الفيسبوك أن يعقد مصرف سورية المركزي جلسة تدخل عند الواحدة من ظهر اليوم الثلاثاء لبيع الدولار، واعتماد آلية جديدة لتمويل المستوردات التي سوف تجري مناقشتها مع ممثلي اتحاد غرف التجارة السورية واتحاد غرف الصناعة السورية وممثلي مبادرة قطاع الأعمال لدعم الليرة، المدعوين لحضور جلسة التدخل بحسب ما يتضمنه “الكتاب”.

إلا أن أي تصريحات رسمية بهذا الشأن لم تصدر عن “المركزي”.. عادةً يؤكد المركزي أن المصدر الرئيسي للمعولمات والأخبار فيما يخص عمله هو موقعه الرسمي على الانترنت وصفحته على فيسبوك، وبما أن نسخة الكتاب لم تنشر فيهما تبقى غير موثوقة.
فيما نقلت صحيفة الوطن عن مالك إحدى شركات الصرافة بأن اجتماعاً عقد أمس الأول في المصرف المركزي بين الحاكم حازم قرفول وممثلين عن الشركات، وطلب منهم التدخل في السوق لضبط سعر الصرف.
وذكرت الصحيفة أنها حاولت التأكد من صحة التعميم فتواصلت مع مدير الأبحاث الاقتصادية والإحصاءات العامة والتخطيط في المصرف المركزي غيث علي، الذي اكتفى بالتأكيد أن «مصدر أي خبر عن المصرف المركزي يجب أن يكون الموقع الرسمي للمصرف»، والموقع الإلكتروني للمركزي ولم يذكر أي شيء عن هذه الجلسة المزعومة بحسب وصف الصحيفة.
كما نقلت الصحيفة عن أحد أعضاء غرفة تجارة دمشق، تأكيده أنه لا يوجد أي تخاطب رسمي من المصرف المركزي والغرفة حول موضوع التعليمات الجديدة، وبأنهم في الغرفة يسمعون بأخبارها، لكن أحداً في المصرف لم يعلمهم بها رسمياً، أو يطلب رأيهم.
يذكر أن مصرف سورية المركزي كان قطع ومنذ سنوات مع سياسة التدخل في سوق الصرف وبيع الدولار عبر شركات الصرافة التي كانت متبعة في عهد الحاكم الأسبق للمركزي أديب ميالة، حيث اتهمت تلك السياسة بتبديد الاحتياطي الأجنبي.
وسبق أن أكد الحاكم الحالي للمركزي حازم قرفول في تصريحات إعلامية أن المضاربين كانوا يستغلون تدخلات المركزي لدعم الليرة بغية التنفع، حيث اعتادوا على سياسة معينة في الماضي للمركزي، بأنه عندما يظهر نوع من التوتر في سوق العملات وتتراجع العملة بنحو 30 – 50 ليرة، كان المركزي يضخ عشرات أو مئات الملايين من الدولارات لدعم الليرة، وشدد في أحد التصريحات السابقة على أن كل دولار موجود لدى المركزي هو من حق المواطن والاقتصاد السوري، حيث يمكن استخدامه في تمويل الاستيراد، وأنه لن ينجر إلى هذه اللعبة ولن يرفع سعر الصرف أو يضخ الدولارات في السوق.
يذكر أن التدخل الوحيد في سوق الصرف في عهد الحاكم قرفول جرى من خلال مبادرة صندوق قطاع الأعمال، وطرح الدولار عبر شكات الصرافة في آخر مرة بحدود 603 ليرات، قبل أن تتوقف المبادرة ريثما تصدر تعليمات جديدة من المركزي بحسب تصريحات من غرفة تجارة دمشق.
Facebook Comments