الاصلاحية | خاص
عبارتان إن حذفتا من قاموس اعضاء الحكومة المرتقب تشكيلها.. نكون وضعنا قدمنا على اول طريق الاصلاح الحكومي او الاداري او المؤسساتي او ما شئتم من هذه التسميات:
العبارة الأولى: “توجيهات من فوق او توجيهات عليا”، وهي عبارة أو مصطلح خطير قد يعني ان المؤسسات الحكومية لا تعمل وفق قوانين وانظمة، إنما وفق توجيهات من هم فوق القوانين والانظمة.
والحقيقة ان لا احد فوق القوانين والأنظمة، على اعتبار ان المراسيم والقوانين تصدر عن اعلى سلطة في الدولة وهي الموجه الحقيقي والوحيد للعمل الحكومي (المرسوم يصدره رئيس الجمهورية _ القانون يحظى بموافقة مجلس الشعب ويوقعه ايضاً رئيس الجمهورية)
يضاف إلى ذلك ان عبارة (توجيهات من فوق) هي بمثابة شماعة لمسؤولي السلطة التنفيذية على اختلاف مستوياتهم في عدم تطوير العمل او انجازه بما تسمح لهم القوانين والانظمة على أقل تقدير.. لماذا؟.. ببساطة: “لانهم دائماً يوهمون الاخرين انهم ينتظرون توجيهات عليا.. اغلب المسؤولين لدينا لا يبادرون في العمل خشية الخطأ فينتظرون توجيه ما.. هم دائما يتوهمون ان سلطة ما غير سلطة القانون عليهم ان ينتظروا توجيهاتها ليتقيدوا بها!!!
العبارة الثانية والأخطر: (ثقة القيادة).. والحقيقة ليس هناك شيء اسمه ثقة القيادة.. فالعلاقة بين أي قيادة اعلى وبين المسؤولين التنفيذيين ليست علاقة عاطفية او اجتماعية (فلان مقرب او محبوب او او) إنما تحكمها معايير الكفاءة في ادارة مرفق ما.. بمعنى ان الثقة قد تتولد لاحقاً اي بعد اثبات الجدارة في تولي المسؤوليات..
امر آخر سلبي “تكرسه” هذه العبارة هو تلك الهالة التي يحيط المسؤول بها نفسه وتحاول حاشيته تسويقها على اعتبار انه ثقة القيادة فأي نقد يطاله يعتبر نقد للقيادة التي منحته الثقة!!!!!
لانو صار وقتا
Facebook Comments