الاصلاحية |
تمكن أحد عناصر فوج إطفاء حلب، بعمر ٥٢ عاما ويعاني من إصابات وأمراض، من الغوص في بئر عمقه ٦٣ مترا بريف المحافظة الشرقي لانتشال فتى بعمر ١٦ ربيعا، تبين أنه فارق الحياة.
وفي التفاصيل، أوضح قائد فوج إطفاء حلب العقيد محسن كناني وفقا لصحيفة “الوطن” أنه جرى إبلاغهم في ٩ الشهر الجاري عن وجود طفل قد سقط في بئر عربي في قرية لوريدا بمنطقة الباب على بعد ٤٠ كيلو مترا من مدينة حلب لجهة الشرق “وعلى الفور توجهت سيارة الإنقاذ إلى الموقع وتم انتشال الطفل من قبل أحد غطاسي الفوج من البئر الذي يبلغ ارتفاع ٦٣ مترا وارتفاع الماء فيه بين ١٤ و٢٠ مترا، وتبين أن الطفل متوفي”.
وعن أوجه شبه العملية مع إنقاذ الطفل المغربي ريان، بين الكناني أن الفوج سبق ونفذ عمليات مشابه كثيرة “حيث يعمد غطاسونا إلى النزول إلى الآبار اذا كان قطرها يتراوح بين ٦٠ و٧٠ سنتيمتر متحدين المخاطر، حيث نلجأ إلى إجراء خلخلة للهواء وتزويد الغطاسين بالأكسجين، والفرق مع حادث إنقاذ الطفل المغربي أن أي منهم لم ينزل لأسفل البئر لانتشال الطفل، حيث كان بإمكانهم فعل ذلك لانقاذه بعد مضي ٤٨ ساعة على بقائه قيد الحياة، بينما فوج إطفاء حلب وبمجرد العثور على المنطقة فلن يتجاوز زمن إنجاز العمل أكثر من ١٥ دقيقة”.
وعن اضطرار الفوج للاستعانة بأحد غطاسيه من كبار السن، على الرغم من معاناته من أمراض، أشار قائد فوج إطفاء حلب إلى أن الفوج يعاني من قلة عدد عناصره “حيث انخفض العدد من حوالي ٤٠٠ عنصر قبل الأزمة إلى ١١٢ عنصر حاليا، بعدما سرح بعضهم وترك بعضهم العمل، ولذلك لا يوجد غطاسون شباب في ظل عدم رفد الفوج بعناصر جديدة وإخضاعهم لدورات”، ولفت إلى إمكانية توظيف ١٥٠ عنصرا بموجب المسابقة الحالية الحكومية للتوظيف، مبديا اعتقاده بأنه “لن يتقدم أحد لمسابقة التوظيف في الفوج “بسبب ظروف البلد والواقع، حيث نعاني كثيرا بسبب ذلك قلة العناصر”، وأشاد بجهود محافظة حلب ومجلس مدينة حلب في توفير الإمكانيات لفوج الإطفاء، والتي عدها “جيدة”.
يذكر أن فوج إطفاء حلب يضم ٥ غطاسين فقط لديهم الخبرة بالغطس إلى هكذا أعماق و كلهم قد تجاوزوا الخمسين عاما، وأن الغطاس عبد السلام دباغ الذي انتشل جثة الطفل “مصاب بعدة إصابات وممنوع من الغطس أو أي عمل مجهد و بتقارير طبية منذ ثماني سنوات لارتفاع ضغط عينيه جراء تكرار الغطس بهذه الأعماق، علما أنه في علم الغطس و الغوص يمنع الغطاس من الغطس لعمق فوق العشرين مترا عند بلوغه الأربعين من العمر، وذلك لإنخفاض مرونة و لياقة الرئتين بعد هذا العمر”، بحسب منشور على صفحة الفوج أمس على “الفيس بوك” انتقد فيه وسائل الإعلام كافة من “إغفال الحادثة أو ذكر أي تفاصيل عنها” على الرغم من ” العمل البطولي والإنجاز العظيم الاسطوري الذي حققه رجالنا و بزمن قياسي مقداره ٥٥ دقيقة”، مقارنة “بما حدث في حادثة المغرب و بظروف مشابهة منذ أيام قليلة ومدى الزخم الإعلامي لها والإمكانيات والآليات و العتاد والدعم اللوجستي المقدم”.
جريدة الوطن
Post Views:
0