الاصلاحية |
تبقى كرة القدم ساحرة ليس فوق المستطيل الأخضر، خلال 90 دقيقة، بل حتى بما يسبقها ويرافقها ويتلوها من أحداث ووقائع لا تقل إثارة وتشويقاً عما يجري على أرضية الملاعب، فالمتعة تبقى مضمونة في كل الأحوال.
نتوقف عند غريب الأحداث وعجيب الوقائع في تاريخ 22 دورة من دورات كأس العالم، فما تجري به الرياح من نوازل في كل بطولة، لا يقل إثارة عما يجري على أرضية الملعب.
استحضار قائمة الفرق التي تشارك في النهائيات يجعلنا نتذكر عدداً من الدول صنعت الفرجة، في سابق البطولات لا وجود لها اليوم، مثل منتخب الهند الشرقية الهولندية “1938” ومنتخب زائير “1974”. ونجحت منتخبات في بلوغ الأدوار النهائية، كما هو حال منتخب تشيكوسلوفاكيا الذي لعب النهائي مرتين “1934 و1962″، ومنتخب يوغسلافيا الذي شارك ثماني مرات، بلغ فيها المربع الذهبي في مناسبتين “1930 و1962″، تزامن دورة قطر مع مجريات الحرب الروسية- الأوكرانية، يعود بنا إلى أحداث الحرب العالمية الثانية التي اندلعت في 1939، أي عام واحد فقط قبل آخر بطولة لكأس العالم، التي كانت من نصيب إيطاليا، وبالنظر إلى تعذر إجراء البطولة، في 1942 و1946، فقد اضطر أوتورينو باراتسي، نائب رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم إلى إخفاء كأس العالم داخل علبة حذاء، تحت سريره لمدة 12 عاماً.
من غرائب المنتخب الإيطالي أن نجاحه في الفوز بدورة 1982، كان بفضل اللاعب باولو روسي الذي خرج من السجن لقيادة المنتخب نحو التتويج. وقبل ذلك، حضرت الغرائبية في مونديال 1934 “المونديال الفاشي”، فالهداف لويس مونتي الذي منح الفوز لإيطاليا، سبق له أن لعب في الدورة السابقة لمنتخب الأوروغواي، ليكون اللاعب الوحيد الذي لعب لمنتخبين في دورات كأس العالم.
ارتباطاً باللاعبين يشهد مونديال قطر حالة فريدة بطلها شقيقان من دولة إفريقية، يلعبان في الدورة بألوان منتخبين مختلفين، وهما، الأخوين إينياكي ونيكولاس ويليامز، حيث اختار الأول تمثيل المنتخب الغاني، فيما فضل الثاني ارتداء قميص المنتخب الإسباني. يذكر أن نهائيات أمم إفريقيا في الكاميرون شهدت الحالة نفسها، بالنسبة إلى حراسة المرمى حيث لعب موريس جوميرز بألوان منتخب غينيا بيساو، وتولى ألفريد جوميز حراسة منتخب السنغال.
من مفاجآت دورة 2022 في قطر أن اللاعب تيموثي ويال سيكون أول لاعب يمثل منتخب “الولايات المتحدة”، بينما والده جورج وياه، اللاعب الدولي السابق، يتولى رئاسة دولة أخرى “ليبيريا”.
تبقى أولى دورات المونديال، الأوروغواي 1930، أكثر الدورات غرابة بدءاً من ظهور الحكم البلجيكي جون لانجينيس في المباراة النهائية بلباس غريب، حيث ارتدى بدلة وربطة عنق مع حذاء كرة قدم، مروراً باعتذار عدد من المنتخبات عن المشاركة بسبب بعد المسافة ومشقة السفر عبر الرحلات البحرية، وصولاً إلى تدخل الملك كارول الثاني، بشكل شخصي، لاختيار تشكيلة المنتخب الروماني، وليس انتهاء بقصة اللاعب هيكتور كاسترو، ذي الذراع المبتورة، الذي لم تمنعه الإصابة من المشاركة مع منتخبه، والمساهمة في صناعة نصر منتخب الأوروغواي أمام الأرجنتين.
صنعت الأحذية الحدث في أكثر من دورة، فقد أصر أحد لاعبي المنتخب البرازيلي، في مونديال 1938، على اللعب حافي القدمين ضد المنتخب البولندي، قبل أن يتدخل الحكم لإجباره على ارتداء الحذاء خشية تعرضه للأذى، وكانت المفاجأة تمكنه من تسجيل أربعة أهداف بعد انتعال الحذاء الرياضي. وبلغ السجال حول الأحذية الرياضية ذروته، حيث كان سبباً في حرمان المنتخب الهندي من المشاركة، في دورة البرازيل، في 1950، بعد إصرار أفراد المنتخب على اللعب بأقدام حافية من دون أحذية رياضية.
يحدث أن تتحول الغرائبية في دورات كأس العالم إلى مأساة، على غرار ما حدث في مونديال 1994، حين سجل مدافع المنتخب الكولومبي إندريس أسكوبار هدفاً بالخطأ ضد مرماه، لتخسر كولومبيا المقابلة أمام الولايات المتحدة (1-2)، ما عرض اللاعب للاغتيال، بعد عودته إلى بلاده، على يد أحد تجار المخدرات الذي راهن على فوز المنتخب الكولومبي في تلك المباراة. وكاد الفرح أن يصبح ترحاً في دورة ألمانيا الغربية “1974”، بعد إحراز لاعب منتخب الأوروغواي خوان هوبرج هدفين، ليصاب بنوبة قلبية تطلبت تدليك قلبه لكي يستفيق، فوصف بالميت الذي سجل في كأس العالم. وقبل ذلك في مونديال 1954، حين أحرز خوان هوبيرج، لاعب منتخب الأوروغواي، هدف التعادل أمام اليونان، ليقفز عليه رفاقه في الفريق الذين اكتشفوا عند قيامهم عنه بأن اللاعب فقد وعيه.
Post Views:
0