يقول المؤرخ السوري، سامي مبيض إن السوريين تسمَّروا أمام أجهزة التلفاز مع بداية شهر رمضان، لمتابعة المسلسل الرمضاني “الزند” للممثل السوري تيم حسن.. ويتابع: النقاد وصفوا مسلسل “الزند” بأنه عمل جاد يختلف عن الكوميديا والدراما الاجتماعية التي ارتبطت بشهر رمضان.
وتدور أحداث المسلسل في ريف حمص في تسعينيات القرن التاسع عشر، ويحكي قصة شجاعة عاصي الزند، القروي الذي ثار على سيده الإقطاعي، بعد أن أقرت السلطات العثمانية قانون الأراضي العثماني عام 1858.
وكان القانون الذي أقره السلطان العثماني عبدالمجيد الأول، قضر بتسجيل مالكي الأراضي ملكياتهم، الأمر الذي دفع الباشا الظالم إلى تجريد عائلة الزند من أراضيها، وعندما اعترض والد عاصي قُتل بالرصاص على باب منزله. وفي نوبة غضب طــ.عن عاصي وكيل الباشا وهرب إلى البرية ليتطوع في الجيش العثماني.
بعد ذلك عاد عاصي إلى قريته بعد 17 عاماً لينتقم من نجل الباشا نورس، الذي يؤدي دوره الممثل السوري الشاب أنس طيارة.
و لقي كل من تيم حسن وأنس طيارة والممثلة الرئيسية دانامارديني، إشادة كبيرة من متابعي المسلسل على أدائهم الجميل، وانتشرت مقاطع من المسلسل على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويقول الحلاقون السوريون إن الشباب يأتون إلى صالوناتهم للحصول على مظهر الزند بشعره القصير وشاربه الكثيف الملتف.
والمسلسل من إخراج المخرج السوري سامر البرقاوي، الذي عمل مع تيم حسن في عدد من الأعمال الناجحة على مدى العقد الماضي.
مهارة تيم حسن
ويرجع صعود تيم حسن على مستوى العالم العربي إلى دور نزار قباني الذي تألق فيه في عمل حمل الاسم نفسه عام 2005، ودور البطولة الذي لعبه في مسلسل الملك فاروق، للمخرج السوري الراحل حاتمعلي.
حقق مسلسل الملك فاروق شعبية واسعة، وأدى إلى إثارة الاهتمام من جديد بشخصية الملك فاروق الذي شوهت سمعته ثورة 23 يوليو 1952. وصدرت العديد من الدراسات الأكاديمية والكتب الجديدة حول مسيرة الملك بفضل هذا العمل.
بعد الملك فاروق انتقل تيم حسن للعيش في القاهرة، وتزوج من المذيعة التليفزيونية الشهيرة وفاء الكيلاني، وعاد إلى سوريا بعد غيابٍ طويل للمشاركة في جنازة المخرج حاتم علي، في كانون الأول/ديسمبر 2020.
وترجع شعبية تيم حسن الواسعة في العالم العربي إلى قدرته على لعب أي دور مهما كان معقداً، من دور شاعر رومانسي دمشقي في الأربعينيات إلى ملك مصر الشاب، حيث تألق في قاعات القصور الملكية في البلاد أثناء حديثه بلكنة مصرية متقنة. ثم جاء مسلسل “الهيبة”، الذي نقله من ملك في القاهرة إلى قسوة حياة المــ.هرب. والآن إلى ريف حمص مع عاصي الزند.
فيما يقول الناقد السينمائي السوري لهم صالح: “عادةً ما يستغرق إنجاز العمل التليفزيوني ما بين 60 و90 يوماً، ولكن ضخامة إنتاج (الزند) تطلبت 170 يوماً من العمل في ريف حمص ودمشق واللاذقية”.
وحيثما ذهب فريق العمل كانت حشود كبيرة من المعجبين بتيم حسن تجتمع لتحيته.
وقال ملهم صالح: “أقول بكل ثقة إن مسلسل (الزند) قد رفع المنافسة بشكلٍ كبير وصدم المشاهدين وأمتعهم في آن معاً”.
“الزند” ليس عملاً تاريخياً، ولا يدَّعي القائمون عليه أنه كذلك، على الرغم من اهتمام المخرج الكبير بالتفاصيل التاريخية. و علّق صالح: “حقق العمل شعبيةً ونجاحاً محلياً وعربياً منقطعَي النظير، بفضل الشراكة الثلاثية بين المنتج اللبناني (الصباح) والمخرج السوري (البرقاوي) والممثل الرئيسي تيم حسن. وهذه الشراكة الناجحة تدخل الآن عقدها الثاني، وتضع الأساس لدراما عربية مستقبلية من المستوى الدولي، وقادرة على المنافسة مع الأعمال العالمية”.
Post Views:
0