كتب وسام حبيب:
مر 10 أيام على “ولاد بديعة” ولم نستطيع إنقاذ ممثلي “الكومبارس” من مصير الموت “السهل” وحتى اللحظة لم نر أي دورية تلاحق القاتل أو تفتح التحريات الجنائية ربما لأنهم “كومبارس” لكن لم يفت الأوان.. فلدى مخرج وكاتب العمل 20 يوما ليباشران بالتحقيقات ويبرران.
أن تضع 9 أو 10 ممثلي” كومبارس” في بركة مسبح وتصعقهم كهربائيا على يد “أبو الهول” فهذا يعني إما أن المخرج يعتبر ممثلي الكومبارس أرقاما وليسوا بذات الأهمية عن أبطال العمل الرئيسين أو أنه يهرب من مسارات البناء الدرامي لقصته وهو فتح مسار التحقيق الجنائي حول مقتلهم، وبكلتا الحالتين إن المشهد أشبه بلعبة “بلايستيشن” يدخل البطل إلى “كازينو” ويقتل من يشاء ومن ثم ينصرف.
في ولاد بديعة كل شيء سهل.. صراع من أجل الورثة، الانتقام من أجل المال..مشاهد تتنقل بين الجريمة والكابريهات، أولاد عاق، حيز من الوجود غير موجود إلا بنسبة صغيرة في المجتمع السوري خصوصا أن لهجة العمل سورية وفي شوارع سورية وفي حارات سورية.
في الدراما لم يعد بالإمكان الاستثمار بالغريب عن المجتمع السوري، فمشهد القتل غريب ويقابله قانون يحارب الجريمة، ومشهد شنق القطط غريب عن الطفل لأن أول “جريمة” ارتكبها الطفل هي شنق صرصور ومن ثم تاب عن ذلك بسبب توبيخ وتوضيح الأهل لخطورة قتل كائن حي ولو كان نملة.
استسهال فكرة القتل ليست بالأمر “المائع” فالكومبارس”هم أقل مرتبة كما طبعت ونمطت الدراما المشاهد من قبل..وهي على حق فقط في حال كان الكومبارس يمشي ذهابا وإيابا في سوق الحميدية أو يكون ككادر هارب ضمن الكادر الرئيس.حتى” القبلة ” التي لم نستطع إلى الآن تبريرها في أعمالنا السورية فكيف هو الحال في مشهد عنف مبالغ فيه! لكن المطمئن بأن في الدراما الواقعية عندما يتقاتل الأولاد على الورثة ففي أعنف حالاته يرفع شاب “رفش” على أخوه الشاب ومن ثم يبوسون شوارب بعض، فمن أي زمن ولاد بديعة؟
وسام حبيب
Post Views:
0