دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أعضاء حكومته إلى اجتماع طارئ خلال عطلة الصيف بهدف حسم مسألة الاعتراف بدولة فلسطين، كجزء من خطة بريطانية جديدة للسلام في الشرق الأوسط. القرار جاء في ظل ضغوط متزايدة داخل حزب العمال وبرلمانه، وفي أعقاب التطورات الأخيرة في غزة والوضع الإنساني المتدهور هناك.
الإنجاز محتمل … لكن ضمن “خطة واسعة”
– من المتوقع أن يعرض ستارمر أمام حكومته خطة شاملة تُترجم الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين كنقطة مفتاحية ضمن إطار أوسع لتحقيق حل الدولتين، يشمل وقف إطلاق النار، رفع الحصار عن غزة، وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة.
تصريحات ستارمر تؤكد أن الاعتراف لا يُعد نهاية بل خطوة في طريق السلام المتين والأمن لجميع الأطراف.
– في تصريحات رسمية، أشار وزير الأعمال جوناثان رينولدز إلى أن الاعتراف قد يتم خلال تلك الدورة البرلمانية التي تمتد حتى عام 2029، مؤكدًا أن التوقيت يجب أن يخدم السلام فعليًا، وليس أن يكون رمزيًا فقط.
ضغط نيابي وحكومي متزايد
الطلب للاعتراف بفلسطين حظي بدعم واسع داخل البرلمان البريطاني، حيث وقّع أكثر من 250 نائبًا من تسعة أحزاب عبر رسالة مشتركة تطالب الحكومة بتحويل التزامها إلى قراءة فعلية على أرض الواقع. قائمة الداعمين تضم شخصيات بارزة من حزب العمال والحزب الوطني الاسكتلندي والحزب الأخضر وغيرهم، مما يعكس توافقًا نادرًا حول هذه القضية على مستوى واسع داخل المؤسسة البرلمانية.
على المستوى الحكومي، تدعو وزيرة العدل وشخصيات مثل نائبة رئيس الوزراء أنجيلا راينر ووزير العلوم بيتر كايل إلى الاعتراف السريع كجزء من السياسة البريطانية الرسمية، بينما يحتفظ بعض الوزراء المرتبطين بمجموعات “أصدقاء إسرائيل” بتوجس تجاه توقيت القرار المباشر.
الأزمة في غزة تسارع القرار
أفادت بيانات رسمية لوكالات إغاثية وتقارير الأمم المتحدة بتدهور كارثي في الوضع الإنساني بغزة، مع ارتفاع عدد وفيات الأطفال بسبب سوء التغذية وانتشار حالات المجاعة. هذا الواقع دفع الحكومات الأوروبية وبريطانيا إلى إصدار بيان مشترك يطالب بوقف فوري لإطلاق النار والسماح بمرور المساعدات بشكل فوري وغير مقيد.
على خلفية هذه الأزمة، أصبح اعتراف بريطانيا بفلسطين خطوة مطروحة بقوة كوسيلة للضغط الدبلوماسي وتعزيز مسارات السلام، وسط شعور بتوسع الأزمة اليومية على الأرض، حسب محللين.
فيما أعلنت فرنسا أنها ستعترف بفلسطين رسميًا في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في سبتمبر/أيلول، حافظت بريطانيا على موقف أكثر احترازًا، مؤكدة أن الاعتراف يجب أن يتم ضمن شروط واضحة تضمن التأثير الفعلي على الأرض وليس مجرد بيان رمزي. وتُشير المصادر إلى أن ستارمر يرغب في أن يكون الاعتراف نتيجة لطريق سلام واضح وليس خطوة استعراضية.
من جهته، منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إشارة ضمنية بأن لندن حرة في اتخاذ موقفها بشأن فلسطين، قائلًا إنه لا يمانع في اتخاذ ستارمر “موقفًا جديدًا” حينما يناقش الموضوع معه خلال اجتماعاتهما المصاحبة لقمة كبرى في اسكتلندا.
توضح الوثائق الرسمية والتقارير أن الحكومة تعمل على دمج خطوة الاعتراف بدولة فلسطين في إطار شامل يبدأ بوقف العنف، ويمر بخطوات ملموسة لدعم المدنيين في غزة، وصولًا إلى ترتيبات أمنية طويلة الأجل. ويؤكد ستارمر أن الاعتراف هو “أداة لتحسين حياة من يعانون”، وليس مجرد تكريس لرمزية سياسية فارغة.
وبينما يتجه المحور السياسي البريطاني نحو الاعتراف المحتمل بدولة فلسطين، فإن الحكومة تركز على جعل هذه الخطوة جزءًا من خطة متعددة الأطراف تضمن تحقيق سلام دائم وأمن لجميع الأطراف، وتعكس دور بريطانيا كشريك دولي مسؤول، حسب مراقبين.
Post Views:
0