أرسلني والدي أو أرسلتني أمي.. يقول لك والدي أو تقول “لكي” أمي .. أمي.. والدي.. أمي وأبي …
صغاراً كنا نتحدث بلسان أبوينا لندعم مطالبنا ومواقفنا وهفواتنا أينما حللنا، كنا نعتقد أن الأخ الأكبر أو الأخت الكبرى الخال.. العم.. الخالة.. العمة.. نعتقدهم يستجيبون لمطلبنا البريء ويغفرون لما اقترفناه من “شغب” لمجرد أننا مدعومين بسلطة الوالدين.. نعم سلطة الوالدين وهبيتهما كانتا رصيدنا ومسند ظهرنا في تلك المرحلة..
كبرنا.. وباتت مطالبنا ومشاغباتنا عند الحلقة التي تتعدى القرابات العائلية .. فوجدنا أنفسنا أيتاماً بلا أم ولا أب.. ورحنا نبحث عن الأبوين في مسيرة حياتنا المهنية.. مرة نعتقد أن الدولة هي الأم ومرة نحاول أن نجعل من القانون أب.. تتسع الحلقة التي تعترض طموحاتنا ومطالبنا المتزايدة.. تنخفض هيبة القانون وتغدو الدولة مفردة مجردة معلبة في خانة التنظير.. !!
في مهنة الصحافة مهنة الرأي مهنة “الشغب” نعم مهنة الشغب والاختلاف والنقد والمجاملات والتحديات.. عن أي أم نبحث وعن أي أب ؟!، يلوذ اليتيم بعباءة الأقوياء ويتدثر بثوب “العيرة” الذي وإن أشعرنا بقليل من الدفء لن يدوم طويلاً..!!
عن أي أم وعن أي أب نتحدث؟!، في زحمة الدخلاء من اللقطاء والعرابين ينهض عصر التبني والمافيوية والمحسوبيات .. نعود صغاراً بالتبني.. ما أبشعنا.. صغاراً “صاغرين” تنقصنا البراءة وتكثر أخطاءنا ويصل صدى شغبنا لينغص هدوء أبوينا الحقيقيين.. أي عقوق هذا الذي نقترفه بحقهما ؟! “أيتام”.. أمنا الدولة والقانون “أبانا” !!
فهد كنجو (Fahed Kanjo)
الإصلاحية لأنو صار وقتها..