الإصلاحية | خاص |
وفق إحصائيات سابقة فإن متوسط ما يخصص لاستهلاك الفرد السوري من الخبز سنويا 120 كغ أي حوالي 100 كغ طحين وهو يعتبر مرتفعا بالمقارنة مع ما يستهلكه الفرد في كثير من بلدان العالم حيث بلغ متوسط استهلاك الفرد من الخبز سنوياً حوالي 109 كغ في مصر،ونحو /100 كغ في بلغاريا / ،و/ 90 كغ في رومانيا / و /74 كغ في هنغاريا و / 65 كغ في روسيا / و /63 كغ في تشيلي/ و / 62 كغ في ألمانيا / و/ 59 كغ في هولندا / .
رولا أحمد | وعليه فإن المواطن السوري يستهلك نحو 720 رغيف خبز في السنة(رغيفين باليوم).
الاعتقاد السائد أن الاستهلاك الزائد للخبز في سورية مقارنة بباقي الدول له عدة أسباب أولها الدعم الكبير الذي تقدمه الحكومة للمادة فيبدو من أرخص السلع خلال سنوات الأزمة، ذلك كرس ثقافة استهلاكية مختلفة عند السوريين (تخزين الخبز بالثلاجة _ شراء كميات أكبر من الحاجة اليومية بسبب الخوف من انقطاع المادة… الخ)، كل ذلك ساهم بزيادة الهدر.
التسويق لثقافة استهلاك جديدة بات أمرا لابد منه وخاصة إننا في حرب غير معلومة المدة ويجب الحد من تبديد الموارد الطبيعية والقدرات المالية للدولة وتوجيهها نحو مجالات تنموية اكثر نفعاً وخدمةً للوطن.
زيادة عدد الأرغفة في كل ربطة وتصغير حجم الرغيف وتحسين جودته هو أحد الحلول .. من المعروف إن الأسر السورية تقوم باستخدام جزء من الرغيف الكبير الحجم في صنع سندويش ( زوادة للطلاب والموظفين خلال ساعات الدوام الطويلة ) غالبا ما يبقى من الرغيف جزء لا يستخدمه فرد آخر ويصبح مصيره في (كيس الخبز اليابس ) الموجود في كل بيت سوري.
تجارة الخبز اليابس هي تجارة رائجة في سورية تبدأ صباحا بعبارة ( يلي عندو خبز يابس للبيع ) يكررها صاحبها آلاف المرات في اليوم مارا عبر الحارات والقرى ليجمع أكبر كمية ممكنة من الخبز وهذا مؤشر على الهدر.
يمثل الشخص الذي يشتري الخبز اليابس من الأهالي (حلقة أولى في هذا النشاط التجاري)، القسم الأكبر من الخبز اليابس تذهب كعلف للمواشي.
بعض أصحاب محال الفلافل والفول يقومون بتنشيف الخبز وطحنه ليصبح بودرة، تُضاف للحمص فتزداد كميته أكثر، وهذه الطريقة تعتبر نوعا من الغش وتقلل من جودة وطعم الحمص الناعم كما يستخدم في الكشك والفتة وأيضا هناك بعض محال التوابل يقوم صاحب المحل بتنشيف الخبز وطحنه ليضيفه أيضا للزعتر الناشف !!
سعر كيلو الخبز اليابس في أحسن الأحوال لا يتجاوز 50 ليرة سورية اذا كان يابسا، أما إذا كان متعفنا وطريا فيبلغ ثمن الكيلو حوالي 10 ليرات سورية .
أشارت إحصاءات سابقة كانت أجرتها لجنة المخابز الاحتياطية في سنوات الأزمة إلى إن نسبة الفاقد في الخبز الذي تحول إلى علف حيواني بلغ حوالي / 4 / مليارات رغيف خبز مدعوم !!
لكن كم تبلغ تكلفة إنتاج / 4 / مليارات رغيف مدعوم ..؟؟
طبعاً تكلفة إنتاج 4 مليارات رغيف من الخبز المدعوم يحتاج إلى كمية / 575000 / طن من الطحين تكافئ ما يقارب / 799250 / طن من حبوب القمح يحتاج إنتاجها استثمار مساحة من الاراضي المزروعة تقدر ب / 199812 / هكتار وكمية من مياه الري تقدر ب / 1.598 / مليار متر مكعب وهي تقارب حاجة سكان سوريا من مياه الاستعمال المنزلي إضافة إلى / 2.398 / مليون لتر من المبيدات المختلفة وحوالي / 359663 / طن من أنواع الاسمدة الكيميائية وكذلك / 199813 / طن من البذار.
ويحتاج تحويل /575000 / طن من الطحين الى الخبز الذي يــؤول علفــاً حيوانياً الى حوالي / 61.525 / مليون لتر من المازوت، تستخدم في تشغيل الأفران مباشرة ، و/ 460 / مليون لتر من مياه الشرب ، و / 17.25 / مليون كيلو واط من الطاقة الكهربائية اضافة /5750 / طن من الخميرة ، وكمية / 8620 / طن من ملح الطعام ، وساعات العمل ، واستهلاك آلات وخطوط انتاج المطاحن والمخابز ، وجهود العمال . وهذا اذا ما تجاهلنا كميات اضافية وكبيرة من الخبز لا تزال تلقى في حاويات القمامة .
في سؤال طرح على صفحة البرنامج الإذاعي “حبة قبل النوم”:
ماسبب وجود الخبز اليابس في كل بيت ؟؟؟ يا ترى هل القصة ثقافة استهلاكية أو بسبب رخص مادة الخبز؟!
أغلب التعليقات أجمعت على رداءة الخبز وانخفاض جودته والبعض كان لديه إجابات أخرى
Amer Khalil Alatrash الغالبية كتب بسبب الجودة
مع الاسف جميعكم ماجربتوا تنحرموا هالنعمة مهما كانت جودتها
الخبز اليابس اغلب الناس بيستخدموه مع بعض الاطعمة
متل الكشك – شوربة العدس – الفتة ( التسئية )
وهيك العادة جرت ويمكن يستخدم كطعام للابقار يعني بالأخر مهما كان هو نعمة وبنقول الله لايزولها
Ali Khudr قصة جهل متوارث وتخلّف.. انه منلم خبز عن الأرض لكن معلشنفعسبرتقانة! ولا تنسى تبرسها وتحطها ع راسك وترفعها عن الارض لمحل مرتفع ويمكن يمرق عليه مية صرصور وقط! هاد غير اللي بيفرشوا الخبز ع الرصيف!!! مع ذلك بتكب طبخة بالزبالة وكأنها مش نعمة!
ShaamAmoora ثقافة هدر وقلة اهتمام ويلي بيقول انو الخبز كلو ما بيتاكل بيكون عم يبالغ يمكن بتجي فترة وظرف معين بيصير رديء اما بالاغلب هو طيب والله يديمو نعمة ولا يحرمنا ياها
رامز ابو يعقوب السبب كتير بسيط و واضح انو الخبز ما بيتاكل بتجيبو اليوم وتاني يوم بتطلع ريحة حموضة منو لهيك الاسرة مضطرة تجيب الخبز بشكل يومي واللي بيضلبيتيبسوبينباع يعني الله يبارك بهيك حكومة وبهيك هيئة للمخابز بسوريا
وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك كشف في تصريح سابق لـ”لإصلاحية” عن نية الوزارة بتجربة إنتاج “الرغيف الصغير” في أحد أفران ابن العميد كتجربة أولى، مؤكداً إمكانية تعميمها في حال حققت نجاحاً ونالت رضا المواطن.
بالطبع الرغيف الصغير يبدو واحد من جملة حلول ممكن أن تطبقها وزارة حماية المستهلك لحماية منتجها المدعوم من الهدر، حالياً مخابز الدولة تنتج رغيف كبير قطره 35 سم ، التفكير بإنتاج رغيف أصغر بقطر 25 سم، نجاح التجربة قد يدعو للتفكير ملياً بإنتاج رغيف أصغر.
بحكم العادة:
أن يوضع أمام الضيف نصف رغيف هو عار لا يدل إلا على بخل صاحبه .. يجب أن يوضع رغيف كامل بدون نقصان حتى ولو لم يُستهلك منه سوى جزء بسيط .. هكذا جرت العادة
أن يكون الخبز زائدا عن الحاجة تقليد توارثه الأبناء عن الآباء والأجداد (لربما فاجأهم ضيف أو انقطعت مادة الخبز لسبب ما يتعلق بالحرب)
عادة قائمة على قانون الاحتمالات..ثقافة استهلاك متوارثة
ألم يحن الوقت لبعض التغيير..؟
الاصلاحية | صار وقتا..
Post Views:
0