حدد البنك الدولي خط الفقر العالمي الجديد بمبلغ 2.15 دولار للفرد في اليوم، وهذا يعني أن أي شخص يعيش على أقل من 2.15 دولار في اليوم يُعد شخصاً في حالة فقر مدقع.
ومنذ عام 2015 استخدم البنك الدولي مبلغ 1.90 دولار للفرد في اليوم باعتباره خطَ الفقرالعالمي، واعتباراً من خريف 2022 تم تحديث الخط العالمي الجديد ليصبح 2.15 دولار.
وتعكس هذه الزيادة في خط الفقر الدولي الزيادة التي حدثت في تكاليف الاحتياجات الأساسية من طعام وملبس ومسكن في البلدان منخفضة الدخل بين عامي 2011 و 2017 مقارنة بسائر بلدان العالم.
مع تطور الفروق في مستويات الأسعار عبر بلدان العالم يلزم تحديث خط الفقر العالمي دورياً لكي يعكس تلك التغيرات.
وتستخدم خطوط الفقر من أجل وضع قيمة الحد الأدنى للأجور في أي اقتصاد ومن أجل بناء شبكات الحماية الاجتماعية النقدية، أي التي يمكن من خلالها استهداف الفئات الأكثر فقراً بقيمة خط الفقر كحد أدنى.
وبالتالي فمن المنطقي جداً، وهذا ما قلناه ونقوله دائماً، فإن وضع #الحد الأدنى للأجور هو سياسة، بمعنى أن وضع رقم للحد الأدنى للأجور يتطلب حكماً معرفة دقيقة للاحتياجات الأساسية للمواطنين وتكلفتها ومن ثم تحديد رقم الحد الأدنى للأجور.
فمن الذي قرر اليوم وفي ظل الوضع الاقتصادي الحالي أن مبلغ (185940) شهرياً الذي أصبح يمثل الحد الأدنى للأجور في #سوريا يلبي متطلبات الكرامة الإنسانية؟ وكيف تم حساب ذلك الرقم؟ وبناء على أي وقائع اقتصادية وُضع؟
وبمقارنة الحد الأدنى للأجور في سوريا اليوم مع خط الفقر العالمي الوارد أعلاه نجد ما يلي:
خط الفقر العالمي للفرد الواحد هو (64.5) دولار شهرياً، فيما الحد الأدنى للأجور في سوريا اليوم وبأسعار سعر صرف الدولار البالغة (15) ألف هو (12.3) دولار، أي أنه يشكل حوالي (20%) فقط من خط الفقر العالمي.
وهذا معناه ببساطة أن الحد الأدنى للأجور في سوريا ما زال تحت خط الفقر العالمي بحدود (80%)، وبالتالي فإن الفرد الواحد في سوريا وكي لا يعد فقيراً بموجب المقاربات العالمية للفقر النقدي يجب أن يحصل على (967.500) ليرة شهرياً كحد أدنى.
ونتيجة لذلك فإن الأسرة المكونة من أربعة أفراد يجب أن لا يقل دخلها الشهري عن (3.870.000) ليرة سورية كحد أدنى كي لا تعتبر فقيرة.
طبعاً كل ذلك ونحن نتحدث عن خط الفقر النقدي فقط، أي أننا لم نتحدث بعد عن الفقر المتعدد الأبعاد الذي يشمل مؤشرات كثيرة غير نقدية مثل التعليم، الصحة، الصرف الصحي، المياه، الكهرباء، الخ) والتي تعتبر بالغة الأهمية لفهم الأبعاد الكثيرة للفقر الذي يعاني منه الناس والتي تكمّل المقاييس النقدية للفقر.
وإذا لم ترغبوا بحسابات عالمية فقدموا لنا حسابات وطنية متضمنة خط فقر وطني ومن ثم قوموا بتحديد الحد الأدنى للأجور بناء عليه، ولكن ثقوا تماماً أنه في كلا الحالتين فإن مبلغ (185940) شهرياً لن يكون مناسباً أبداً.
هاشتاغ – أيهم أسد
Post Views:
0