قدم رئيس جامعة دمشق محمد أسامة الجبان عرضاً مفصلاً خلال ورشة عمل حول مستقبل التعليم العالي في سورية أمس تحت عنوان “لتعليم العالي نحو مقاربة موضوعية للواقع والمستقبل”، بين فيه أن ارتفاع أعداد الطلاب في المرحلة الثانوية بما يفوق 24 ألف طالب يشكل ضغطاً كبيراً على التعليم، مؤكداً أن عدد الطلاب المستجدين في عام 2015 وصل إلى 37 ألفاً في جامعة دمشق بسبب استضافة عدد كبير من الجامعات «حلب والفرات»، ليتقلص الرقم إلى 23 ألفاً خلال عام 2018، وعاد الرقم ليزداد بسبب ازدياد أعداد الناجحين في الثانوية لما يفوق الـ25 ألف طالب.
وعن نسبة الإنفاق على التعليم من الناتج المحلي، قال الجبان: إن “النسبة العالمية المقبولة المتعارف عليها هي 6 بالمئة لتكون نسبة جيدة، مضيفاً: إن الإنفاق من عام 2000 إلى 2010 بنسبة تراوحت بين 3.8 و6.2 بالمئة، لتنخفض النسبة إلى 1.9 بالمئة خلال عام 2019 نتيجة الظروف الصعبة وتركيز الدعم على قطاعات أخرى.
وأضاف: إن موازنة جامعة دمشق وفقاً للأرقام الرائجة في السوق بلغت 143 مليون دولار في 2009 وازدادت خلال عام 2010 إلى 153 مليون دولار، معتبراً أن الرقم جيد، ولكن انخفضت خلال عام 2011 إلى 72 مليون دولار حتى وصلنا إلى 13 مليون دولار خلال 2024 من ضمنها 5 ملايين دولار تصرف كرواتب للكادر الأكاديمي والإداري، وتبقى 8 ملايين دولار تصرف لاستمرار العملية التدريسية وأعمال الصيانة والتأهيل وكل الخطوات المتخذة، مضيفاً: نحن قادرون على الإنجاز رغم الظروف الصعبة.
وفي مقارنة مع عدد الجامعات العربية، قال الجبان: إن ميزانية جامعة القاهرة لعام 2023 بلغت 500 مليون دولار، وميزانية إحدى الجامعات السعودية 3 مليارات دولار، مؤكداً أن الجامعات السورية رغم الظروف الصعبة وضعف التمويل فإنها قادرة على الاستمرار بالعملية التدريسية، كما أن هناك إنجازاً علمياً مميزاً.
وفيما يخص حصة الطالب في جامعة دمشق من الموازنة العامة، أكد الجبان أن الرقم وصل إلى 8 آلاف دولار خلال 2010، وانخفض إلى 500 دولار فقط خلال العام الحالي مقارنة مع أرقام عدد من الدول والتي يصل أقلها إلى 15 ألف دولار في ألمانيا واليابان على سبيل المثال.
وتابع رئيس الجامعة: ازدادت نسبة الموجودين في سوق العمل (التعليم الجامعي) من 7 بالمئة إلى 13 بالمئة، متسائلاً: هل يعملون فعلاً باختصاصهم الذي تخرجوا فيه؟، مشيراً إلى أن معدل الالتحاق بالتعليم الجامعي يصل إلى 22 بالمئة وهو رقم منخفض يعكس وجود تسرب بوجود طلاب قبلوا في الجامعات والمعاهد ولكن لم يلتحقوا، مع ضرورة لحظ عدد الخريجين.
ولفت الجبان إلى أن هجرة الكفاءات أثرت سلباً، مبيناً أن انخفاض الكادر التدريسي من 3500 عضو هيئة تدريسية إلى 1400 عضو هو أمر مخيف، وبعض الكليات كان فيها 200 عضو هيئة وأصبحوا 28 عضواً، ولكن هناك إجراءات متخذة والجامعة بصدد الإعلان عن مسابقات، ناهيك عن الإيفادات إلى الدول الصديقة وعودة جزء منها.
وكشف رئيس الجامعة أن الشهادات السورية التي تم قبول تعديلها عالمياً في دول الخليج وأوروبا تقدر بحوالي 35 ألف شهادة، من بينها 3180 كفاءة أكاديمية وتحصيلاً علمياً، ما يعبر عن هجرة واسعة كبيرة خلال هذه الفترة للكفاءات وتم تعديل شهادتها في بلدان الاغتراب.
وأشار الجبان إلى ضرورة دعم التعليم العالي عبر المجتمع المحلي والدولي، والأكاديميين والطلاب، وأصحاب المصلحة، مضيفاً: بدأنا نشهد عودة جامعات أوروبية لتوقيع اتفاقات مع الجامعة، واستفادة الطلاب من المنح والتبادل الطلابي الأكاديمي، ولكن الخطوات لا تزال خجولة.
Post Views:
0