إنْ تعيَّنتْ مديرة أو مدير للمدرسة ابتدائية /اعدادية/ ثانوية ،( وبعد صيف متخم بالولائم والهدايا..وأشياء أخرى شتى..) يسارع صاحب المنصب للحديث عن ثقة القيادة..!! وسيبذل هو/هي كل ما بوسعه ليكون عند حسن ظن القيادة..!! وهو/ وهي يعرف أنه ليس الأكفأ للمنصب !! .
مدير عام في أحد وزارات الدولة؛ منذ عشرين عاماً؛ وهو ما زال كل عام وكل مناسبة .. وكل حضور تعزية؛ وحتى لو تعزية شهيد ..تسمعه يشكر ثقة القيادة..!! وزملاؤه الذين كانوا معه في الجامعة؛ لم يتمكنوا من استكمال بيت سكن، بينما هو ..بيوت وشاليهات في المدن الصغرى والكبرى ..الخ ، وما زال يشكر ثقة القيادة ..!!
ولما سئل مرة من قبل شخص : أي قيادة تعني..؟ رفع رأسه للأعلى ..وأمال رأسه نحو الجنوب..!!
في الجامعة ..من رئيس ديوان؛ أو مكتب أي شيء؛ إلى رئاسة القسم /وكيل كلية/عميد/ وكيل جامعة ..رئيس جامعة.. هم وأقرباءهم يتبعون نفس الاسطوانة ..لا هم لهم إلا ثقة القيادة..
أحد العمداء يترك مكتبه وبعض الطلبة المراجعين؛ لشرب فنجان من القهوة في مكتب أحد المسؤولين في الجامعة، لأنه رأى على جوّاله (مكالمة لم يرد عليها)..!!
ثم يقول لمراجعيه بعد عودته ودون اعتذار.. أنه يشكر ثقة القيادة..!! ويفسر هذا السلوك، على ضوء أن جُلَّ الاهتمام.. من أجل التمديد لدورة ثانية وثالثة ما أمكن؛ دون التركيز على توثيق الإنجازات في نهاية كل عام أو مرحلة.
طبعاً الكلام ينطبق على (معظم) مسؤولي الوزارات ..بما فيهم الإعلام والأوقاف (حيث لهم قيادات أخرى في الظل ..)
أعزائي : أما آن لنا أن نغير هذه العبارة إلى..مثلاً :
أسألُ الله أن يكون بعوني لخدمة العاملين تحت إدارتي ..بما ينعكس على خدمة و تطوير الوطن…؟؟؟!!!
والتوقف عن المتاجرة بمصطلح ثقة القيادة؛ لإظهار الشخص نفسه، بأنه مهم ولديه إمكانيات لا يملكها غيره ..!!
أما آنَ لمعايير التعيين واختيار الكفاءات أن تتغير؟؟
ألا يحق لسورية التي مرت بسبع سنين عجاف وأكثر أن تنهض بمعايير ورؤى جديدة..؟؟
هل نتوقع قريباً، أن يَصدُرَ تعميم تُستبدَلُ فيه عبارة
ثقة القيادة… إلى ثقة المواطن؟!!!.
نأمل يا وطن….!!!