الاصلاحية | خاص |
تمكنت وزارة التعليم العالي السورية من خلال التصريحات التي تصدر مسؤوليها من حين إلى آخر عبر الشاشات الرسمية، من جعل نفسها في عداد الوزارات التي تتصدر محور الحديث في الشارع السوري حالها كحال وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ووزارة المالية.
رماح اسماعيل | في الآونة الأخيرة شريحة واسعة من الطلبة السوريين في الجامعات السورية تأهبت استعداداً لخوض الدورة التكميلية التي اعتادوا من خلالها على تحسين وضعهم الدراسي، وتصويب أخطاء الفصلين الأساسيين من العام، فهم اعتادوا منذ سنوات الأزمة الأولى إلى اليوم على صدور قرارها في أواخر الصيف، فالأمر بات بالنسبة لهم اعتيادياً، لا بل بات من البديهي. تأخر القرار، وسادت حالة من التخبط في أوساط الطلبة، لكن بديهية الأمر لم تجعل الظن بإلغاء الإعلان عنها يسيطر على الموقف، بل بقي الأمل معلقاً على ظهور مايثبت إقرارها، لكن اللامتوقع وقع، فلا دورة تكميلية لهذا العام، والبرنامج الامتحاني للدورة الإضافية التي تستهدف السنة الأخيرة من المرحلة الجامعية أقر، ليقطع الشك باليقين، صادماً الآلاف من الطلبة المعلقين على ورقة الأمل.
البارحة، كل الأنظار اتجهت نحو شاشة الفضائية السورية التي استضافت معاون وزير التعليم العالي د “رياض طيفور” لكنه على غير عادته لم يخرج في مثل هذا الوقت من العام للحديث عن التعليمات التنفيذية لقرار الدورة التكميلية والحديث عن معدلات القبول الجامعي المنتظرة، بل اكتفى بالحديث عن البند الأخير، موضحاً توقيت صدور المفاضلة، ومشيراً إلى ارتفاع في المعدلات يلوح في الأفق معللاً ذلك بالقول إن الطلبة هذا العام حصلوا على علامات مرتفعة لذلك ستقوم الوزارة برفع المعدلات! ضارباً عرض الحائط شريحة واسعة من الطلبة الذين حصلوا على درجات متواضعة ممن لم يتسن لهم فرص الغش التي سادت خلال سنوات الأزمة في بعض المراكز الامتحانية، ومن هم فعلاً من الشريحة التي أثرت الحرب السورية عليها سلباً، ويبدو أننا هذا العام سنشهد حركة زحف طلابية نحو التعليم الموازي والمفتوح نظراً لارتفاع المعدلات وفق ما صرح الأخير البارحة!.
ولم يخل اللقاء مع “طيفور” من التطرق نحو العبارات العاطفية من خلال جملته “انا متعاطف مع كل الطلاب ولكن علينا تحقيق مبدأ تكافئ الفرص بينهم” لتأتي هذه العبارة كإبرة تخدير للطلبة الذين لن ينالوا من المفاضلة العامة حصتهم وفق ما شعروا به خلال حديثه عن ارتفاع المعدلات، هذه الجملة التي أحدثت وقعاً طريفاً بين الطلبة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، جلهم علق عليها ساخراً من “الحنية” المفرطة للوزارة تجاه طلبتها، واصفين إياها بوزارة “القلب الكبير”، منتقدين قراراتها التي وصفوها “بالجائرة” بحقهم من إلغاء الدورة التكميلية ورفع الرسوم الجامعية وصولاً إلى الإشارة الواضحة نحو ارتفاع معدلات المفاضلة العامة لهذا العام. هذا بشأن الطلبة الجدد في الجامعات السورية، أما بما يتعلق بالموضوع الأبرز ألا وهو الدورة التكميلية فقد صرح “طيفور” حيالها بالقول: “لا وجود لشيء اسمهُ دورة تكميلية وإنما هيَ دورة إضافية، ولا يمكن أن نقول عن شيء غير موجود مُلغى..انوجدت بسبب ظروف البلد”.
ويبدو أن ظروف البلد قد تحسنت من منظور وزارة التعليم العالي، والحياة عادت لطبيعتها، فلا عوامل أمنية واقتصادية ستؤثر بعد اليوم على أبنائها من الطلبة فكل شيء على مايرام!، وهنا لا ننكر التحسن الملحوظ في الظروف الحياتية للبلاد وانحسار علامات الحرب عن وجهها، لكن إلغاء القرار الذي وصفه الطلبة بالفجائي كونه جاء دون تلميح مسبق من قبل الوزارة شكل عامل صدمة لديهم، فلا خلاف على إلغاء هذه الدورة والجميع متفقون على ذلك لكن تحسن ظروف البلد على حد تعبيره لم تلتمسه الوزارة في ليلة وضحاها بل كان من الأجدر أن تعلم الطلبة خلال الفصول الدراسية الأساسية “لا دورة تكميلية لهذا العام” حتى يركزوا جهودهم أكثر على استغلال الفرص الامتحانية دون ترك مواد لهم حتى صدور قرارها، وهنا لا عتب أبداً على طالب ترك تحديد مصيره بيد “التكميلية” فمن اعتاد على هذه الخطوة لسنوات كثر بالطبع سيفجع بقرار الإلغاء قبل موعد صدورها بعدة أيام.
و”طيفور” كعادته لم ينس طلبة الدراسات العليا فقد نالوا حصتهم من مجموعة تصريحاته التي وصفها جل المتابعين للقاء بـ”المستفزة” فقد أشار إليهم بالقول:”إذا كان طالب الدراسات العليا غير قادر على تأمين متطلبات دراسته.. بإمكانه أن يؤجل دراسته سنة كي يؤمن ثمن دراسته”، مضيفاً أنه لا داعي لحصول كل طالب حاز على الإجازة إلى إكمال دراساته العليا ونيله درجة الماجستير، إذاً أنت أيها الطالب الطموح، الراغب بالعلا، توقف عن دراستك لأعوام، واعمل للحصول على المال كي تعاود دراساتك العليا بعد أن تكون الحياة العملية قد مضغتك بما فيه الكفاية ولم تترك فيك رغبةً على متابعة التحصيل العلمي، أو من الأساس لا داعي لطموحك الزائد اكتفي بإجازتك وانصرف لتعليقها على الحائط، ثم إلى عمل لا يمت لها بصلة!.
الاصلاحية | صار وقتا..
Post Views:
0