| حكواتي الاصلاحية :
حسناً..
حدث هذا قبل عامين: ورّطني لطفُ صديقة تعمل في إحدى القنوات السوريّة الرسميّة بزيارتها في مقر القناة. الحفاوةُ المُخجلة التي استقبلتني بها قادَتني تاليا إلى الوقوع في الفخ 😕.. أصرّت على اصطحابي إلى مكتب المدير، قلت: أكره المدراء وغرفهم، مكتب رئيس تحرير الجريدة التي أكتب فيها لم أزره سوى مرة واحدة بالمصادفة البحتة. قالت بارتباك إنها أخبرته وإنّه في انتظاري، وتولّد لدي شعور بأنّني إن لم أفعل فسأتسبّب لها بموقف محرج وقد يجرّ معه حنقَ مديرها عليها.. حوقلت وتعوّذت وقلت لنفسي“الله يمرق هالعشر دقايق على خير”. تبعتُها إلى مكتب جنابه، تولّت مهمة التعريف الرسمي وانسحبت. كان جنابه منهمكاً بهاتفه الجوّال ثم قال بعد دقيقتين: آسف عم نحاول نأمن صور من المطار اللي تحرّر، قلت: ولا يهمك، تقصد مطار كويرس؟ رفع حاجبه وقال بثقة: لأ.. هاد المطار اللي جنب حلب (طبعا يقصد كويرس). قلت لنفسي: أحلى عالم.
مرّت الدقائق التالية بطريقة كوميدية: صمت.. ثم ابتسامة من جنابه و”أهلا وسهلا” وجواب مني “الله يسلمك”
قرّر أخيراً فتح حديث: كيف بيروت؟
قلت: علمي علمك.. صرلي زمان ما رحت
قال: ليش إنت مو لبناني؟
قلت: طبعا لأ
(خيبة على وجهه وعبوس بدل الابتسامة) أهلا وسهلا 😑
(صمت.. واستعجال من قبلي بشرب الشاي.. سعل سعلة مدراء، وعندما بقيتُ صامتاً قرّر يفتح حديث مجدّداً) قال: وشو بتشتغل؟
(خلال ثوانٍ كان علي أن أعرف إن كان يمزح أو يتكلّم بجديّة، دعك مني ومن قيمتي، لكنني أكتب أسبوعيا بمعدّل 3-4 مرّات في صحيفة من الأكثر قراءة في سوريا على الأقل.. وحضرته مدير قناة إخبارية متخصصة، معالم النّباهة الطافحة على وجهه حسمت الموقف) أجبت: فاتح بسطة.
(صُعِق) بسطة؟!!! بسطة شو؟
_ أي شي.. حسب الموسم، تياب، أحذية، أكسسوار
(فات بالحيط، أنقذه دخول الصديقة ما غيرا إلى المكتب وفي يدها ورقة ناولتهُ إيّاها) قلت لها: كيف ما خبرتيه للأستاذ أنا شو بشتغل؟
ردّت باستغراب: طبعاً خبّرته.. بعدين في حدا ما بيعرفك!
قلت: الأستاذ ما بيعرف شي عن البسطة
(فاتت بالحيط بدورها، ولم تعرف أأمزح أم ماذا. رفع جنابه عينه عن الورقة التي اتضح أنها تحوي أسماء ضيوف اتصالات اليوم على القناة بعد موافقته طبعا) سأل بذكاء خارق: مين ف ش؟ (اسم مسؤول اقتصادي شهير جدا.. ضحكت في نفسي: أحييييه) نهضتُ وقلت: ماشي بالإذن.. أمانة أستاذ إذا أجيت صوبنا أو لزمك شي من البسطة حكينا..
ردّ: أهلا وسهلا أهلا وسهلا
….
دارت الأيّام وانتقل جنابه إلى منصب “إعلامي” أعلى.. وملأ الدنيا وشغل الناس قبل كم يوم
مصدر الحكاية: صفحة الكاتب الصحفي صهيب عنجريني على فيسبوك
Post Views:
0