منصة التحكيم | فهد كنجو
لماذا ينزلق مسؤولينا إلى مستنقع التصريحات الإعلامية المثيرة للشبهة؟!، يكاد لا يمضي يوم إلا وتنتشر عبارة مقتضبة منقولة عن لسان هذا المسؤول أو ذاك في عناوين المقالات على المواقع والصحف ومن ثم على صفحات التواصل الاجتماعي، تجعل قائلها وإن لم يكن يعنيها تماماً تجعله محط نقد وسخرية، طبعاً الاستياء الشعبي من الواقع المعيشي بالتوازي مع انخفاض شعبية الفريق الوزاري، كل ذلك يجعل أي عبارة من هذا النوع بمثابة مناسبة يتلقفها رواد التواصل الاجتماعي للشماته وصب جام غضبهم على صاحب التصريح.
في جديد تلك التصريحات: “من يعتبر أن راتبه غير كاف بإمكانه الاستقالة”، عبارة نقلتها جريدة الوطن عن لسان وزير التربية الدكتور هزوان الوز العائد تواً من محافظة حلب بعد جولة اطلع خلالها على سير العملية التربوية في المحافظة، وكان قالها الوزير عند نفيه للصحيفة أن يكون لانخفاض رواتب المدرسين مبرر للسلوك غير القانوني من بعض المدرسين، ولأنها المقولة الأكثر تشويقاً استعارتها الصحيفة لتعنون مقالها المقتضب المنشور على موقعها الالكتروني على أن تنشر في نسختها الورقية مادة صحفية موسعة عن الأمر، هو دهاء يحتسب للصحيفة لزيادة عداد النقرات على الرابط من القراء ليشبعوا فضولهم، لكنه أوقع الوزير في الفخ !!
وكي لا ننسى كان أصدر وزير التربية خلال الجولة وعلى خلفيتها مجموعة قرارات قالت الصحيفة إنها صبت في إطار تقويم العملية التربوية في حلب بالاتجاه الصحيح وشملت إعفاء مسؤولين في مديرية التربية وإغلاق 23 معهداً خاصاً مخالفاً لاقت اعتراض أهالي الطلاب المداومين فيها، ذلك على خلفية تفشي ظاهرة انتشار المعاهد الخاصة غير المرخصة وعدم التزام المعاهد المرخصة بمواعيد الدوام، قرارات أشار إليها وزير التربية بالقول: من غير المبرر قيام البعض بتهريب الطلاب من مدارسهم إلى المعاهد الخاصة والتسبب لأولياء الطلاب بدفع مبالغ مالية كبيرة لهذه المعاهد في وقت تقدم الدولة التعليم المجاني للجميع.
بالعودة لعبارة الوزير نجد أن الشارع سيقرأها على أنها استفزاز وربما إهانة لكل محدودي الدخل وخاصة المدرسين الذين يفوق عددهم الـ 400 ألف معلم، كلهم لا يكاد تكفيهم رواتبهم لـ 10 أيام، إذا كيف يعيشون الـ 20 يوم المتبقية من الشهر؟، عليهم أن يستقيلوا جمعاً إذا ما فصلنا عبارة وزير التربية عن سياقها التي وردت فيه !!
حدث ذلك بشكل مشابه نسبياً مع وزير الاعلام عندما تحدث عن شح الامكانيات المادية لدى وزارته، حتى أن لباس المذيعات يكون من خلال الرعايات بما يشبه “الشحادة” قرأها الشارع على أن وزير الإعلام يعترف بأن لباس مذيعات التلفزيون السوري “شحادة” !!، وجد نفسه في اليوم الثاني محط نقد وسخرية ممن ساءهم التعبير على وجه الخصوص !!
لم يكن حاكم مصرف سورية المركزي موفقاً عندما حاول تبرير سياسة المكوث وأنها لن تمس محدودي الدخل عندما قال من لا يكفه راتبه لا يحق له الاقتراض أصلا لأنه، فطالته موجه عارمة من الانتقاد اضطر أن يعتذر وبقيت العبارة ملتصقة به !!
تعثر وزير المالية وهو يسوق معادلة زيادة الرواتب وربطها بزيادة أسعار المشتقات النفطية، ليخلص إلى نتيجة مفادها أن الحكومة غير راغبة بزيادة الرواتب لأتها لا تريد زيادة أسعار المشتقات النفطية !!
عبارات وتصريحات مسؤولة وغير مسؤولة يطلقها مسؤولينا يتصيدها الاعلام ويضعها في بورصة الهفوات والأخطاء والعثرات وربما اللامبالاة التي ستتنعكس سلباً فيما بعد على صورتهم المهتزة أصلاً في عيون المتابعين !!، تصريحات وهفوات وأخطاء قد لا يتسع المجال لحصرها في مقال واحد، لكن صداها حاضر بقوة على الفيسبوك الذي لم يعد يرحم، فهل يرحم مسؤولينا أنفسهم ويكفوا عن استفزاز الشارع ولو بغير قصد ؟!
الاصلاحية | لأنو صار وقتها..
Post Views:
0