أحوال شخصية | بقلم د.أكرم عمران |
صبيحة الثالث من آب سنة 2014 الساعه الثامنه لم يبق من الوقت الكثير.. نهض من رقدته.. أصلح من هندامه الأبيض الناصع وخرج ليلحق حفل التكريم دخل القاعه.. لم ينتبه له أحد بحث بين الحضور على ذويه فلم يجد أحد بحث عن مقعد فارغ فلم يجد….
جلس يتأمل من على درجات المنصه …
بدأ الحفل بالنشيد الوطني وبدأ راعي الحفل يتلوا أسماء المُكرمين الواحد تلو الأخر وفي كل مره يصعدون عليه وهو يصرخ ولا يلتفت الى صراخه أحد.. داسته نعالهم غير مرة !!
قرر الصبر حتى يظهر اسمه ويعلن استنكاره عبر “الميكرفون” دفعة واحد علهم يخجلون من أنفسهم.. تتالت الأسماء والوجوه.. كلهم من أصحاب الكروش المنتفخه وذوي الوجوه الصفراء..
وسط ذلك التناقض العجيب.. تحدثه نفسه تلك الوجوه ليست غريبه عني ولكن لم ألمحها مرة واحدة في ساحات الوغى.. أهؤلاء أبطال الدفاع عن بلدي.. رُبما كانوا في مناطق بعيده عني لم يتسن لي المشاركة في معاركها فالجبهة واسعة !!
فجأة وهو وفي غمرة خلوته بنفسه، كان أعلن عريف الحفل إختتام الفعالية.. قفز الى “الميكرفون” صرخ.. شتم .. حاول أن يقدم لهم نفسه.. لم يلتفت اليه أحد !!
خرج مُسرعاً الى حارته فلم يجد لبيته أثر !!، أين زوجتي أين أطفالي؟!، ربما كرموها بمنزل أفضل !! ما يهمني هم زوجتي واطفالي قال في نفسه.
انتقل الى الحاره المجاوره فسمع أصواتاً قريبة إلى مسمعه.. اقترب أكثر فرأى رجلاً يرمي ببعض الأثمال خارجا وامرأة مع طفلين تبكي قائلة: “والله لا أستطيع أن أضاعف إجرة المنزل فمعاش التقاعد الذي خلفه الشهيد لايكفي” صرخ: “رباه إنها زوجتي”.. ناداها.. ضمها.. قبل أطفاله.. لم يشعر لوجوده أحد.. توجه الى الرجل لطمه فلم يتأثر.. عندها تذكر أنه شهيد.. لملم كفنه الذي سقط على الأرض.. رفع الى السماء نظره.. وقال كلمات لم يفهمها حتى هو.. توجه الى المقبره.. دخلها بحث عن قبره فوجد رخامه مكتوب عليها هنا يرقد الشهيد البطل.. رفعها تمدد في لحده نزع رأسه من بين كتفيه كما غدا بعد ذبحه تألم كثيراً مع أنه في المره الأولى لم يشعر بذلك.. هبت ريح شمالية وهالت عليه التراب.. كان يصرخ.. الآن أحس بآلام الموت إنها الذبحة الثانية !!
Post Views:
0