منصة التحكيم |فهد كنجو |
بكثير من الحماسة زف عميد كلية الإعلام الدكتور محمد العمر أول أمس ما قال إنه وعد أطلقه رئيس مجلس الوزراء للعمل جدياً على إيجاد فرص عمل لخريجي كلية الإعلام، من خلال إعداد دراسة تحدد نسبة 75 بالمئة من المسابقات العامة في المؤسسات الإعلامية لهم !!.
الواضح أن أستاذ الإعلام نقل بنية طيبة على صفحته الشخصية على فيسبوك مقتطفات من الخبر الرسمي الذي رشح عن لقاء كان جمع رئيس مجلس الوزراء بالمكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين و”بعض” الإعلاميين، هو”نقل” ما من شأنه إعطاء دفعة معنوية لطلاب كلية الإعلام المرابطين على مقاعد الدراسة، ربما لاعتقاده العميق بأن دخول مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون أو أي من المؤسسات الإعلامية الرسمية الأخرى والحصول على فرصة عمل “حكومية” تقيهم شر البطالة، هو حلم كل طالب كان اختار بملئ إرادته دراسة الإعلام، ذلك مع ضيق الفرص في القطاع الإعلامي الخاص الذي بقي ناشئاً رغم مرور نحو 15 عاماً على انطلاقته في سورية !!
طبعاً مؤسسات الإعلام الرسمي بقيت عصية ولسنوات طويلة على إمكانية ولوج خرجي كلية الإعلام إليها بسلاسة ويسر وفقاً للأحقية والكفاءة على الأقل الأكاديمة منها، والقلة النادرة ممن نالوا فرصة التعيين فيها (كان أبو زيد خالهم)، ورغم ذلك فتلك المؤسسات كانت فاضت بالكوادر البشرية من كل صنف ونوع ووصلت إلى حد التخمة !!، تلك التخمة كانت استدعت تدخلاً مباشراً من رئاسة مجلس الوزراء للتخفيف من العبء البشري فيها، طبعاً قضية الفائض التي بدأت فصولها منذ العام الفائت لازالت معلقة إلى الآن، رغم صدور جداول وصلت إلى مختلف المؤسسات الرسمية التي كان من المفترض أن تهضم ما تلبكت به أروقة مؤسسات المرئي والمسموع الرسمية !!، وعليه من المستبعد أن تتمكن إدارات تلك المؤسسات على المدى القريب أو المتوسط من الاعلان عن مسابقات لتوظيف “خريجين” !!، مسألة لا نظنها غائبة عن بال عميد كلية الإعلام ولا حتى بال نائبه الدكتور أحمد الشعراوي الذ شاركه في أن زف ذات البشرى على حسابه الشخصي على فيسبوك فكلا الرجلين ليسا ببعيدين عن أجواء الإعلام الرسمي !!، ولا يجب أن تكون غائبة عن بال التنفيذيين في اتحاد الصحفيين نفسهم.
ولأن الشيء بالشيء يذكر.. في العام 2010 كانت أعلنت وزارة التربية عن مسابقة شملت “خريجي الإعلام” وقتها كانت الوزارة دخلت نادي الإعلام الرسمي المرئي عبر قناة “الفضائية التربوية” تقدم لتلك المسابقة مئات الخريجين، ونجح منهم أكثر من مئة، وحظي العشرات بفرصة التعيين، اليوم لو بحثنا في أروقة وزارة التربية عنهم، سنجد أن القلة القليلة منهم ولا يكاد عددهم يتجاوز أصابع اليد الواحدة نال فرصة العمل في المؤسسة الإعلامية الوحيدة التي تمتلكها وتديرها “التربية” فيما تعج “التربوية” بالمحررين من خارج وداخل الملاك ومن مختلف الاختصاصات حتى أن بينهم من لا يحملون شهادات جامعية أصلاً!!، فيما الحائزين على شهادة الإعلام نجدهم يعملون إما محاسبين أو في الأرشيف أو إداريين في دوائر أخرى لا تمت لاختصاصهم بصلة، وفي أحسن الأحوال في المكاتب الصحفية، حيث يقتصر دورهم على إعداد بيانات رسمية تصدرها الوزارة أو المديريات!! طبعاً الدكتور محمد العمر كان بين المشرفين على تلك المسابقة أو على الأقل ممن وضعوا أسئلتها على ما نعتقد، وما إشارتنا هذه سوى لتسليط الضوء على كيفية تعامل إدارات المؤسسات الحكومية مع خريجي كلية الإعلام، ومحاولة منا لنقول إن الانتصار للخريجين يكون بمتابعتهم في سوق العمل وتهيئة المناخ المناسب ليكونوا فاعلين فيه، فالقضية ليست مجرد “وظيفة” والسلام !!.
وإذا ما كانت ثمة شراكة مستقبيلية بين كلية الإعلام واتحاد الصحفيين وحتى وزارة الإعلام، على الجميع العمل لفتح آفاق أوسع أمام الخريجين، ذلك بتوفير أجواء ملائمة لبناء قطاع إعلامي خاص إلى جانب الحكومي قادر على استقطابهم ليس فقط كموظفين وإنما كنخب قادرة على العطاء والابداع.
الإصلاحية | صار وقتها..
Post Views:
0