منصة التحكيم | زياد غصن |
ما نسبة مساهمة المواطن في صناعة القرارات الحكومية؟.
أو لنقل… إلى أي حد تعكس القرارات الحكومية رغبات المواطن؟.
شعارات كثيرة طرحت خلال السنوات السابقة، ترفع “نظرياً” من مكانة ودور المواطن في صناعة القرار الحكومي، لكن عملياً هذه الشعارات لم تجد طريقها للتنفيذ، وتالياً بقى تأثير المواطن محدوداً، أو يكاد يكون معدوماً في القرارات الحكومية…!.
هنا.. نتحدث عن المواطن الذي يمثله الرأي العام بمختلف شرائحه الاجتماعية والمهنية.. وعن المواطن الذي يعكس موقف ورأي شريحة اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية أو مهنية من قضية معينة..
فمثلاً معارضة المواطن لرفع أسعار المشتقات النفطية ومادة الخبز كانت تمثل قضية رأي عام لجميع السوريين، كذلك الأمر بالنسبة لقضية المناهج التربوية…وغيرها.
في حين أن معالجة مسألة الفائض في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون شكلت هاجساً للعاملين في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في المقام الأول، وللعاملين في مؤسسات الإعلام الرسمي في المقام الثاني..
وعندما يتحرك طلاب الجامعات السورية للمطالبة بدورة امتحانيه إضافية بحجة الأوضاع الراهنة، فهذا أمر يخص شريحة خاصة من المجتمع، وقد لا تعني باقي الشرائح أو لا تشكل لها أولوية..
وهناك أمثلة أخرى كثيرة.
وللأسف.. فإن معظم الملفات والقضايا، التي شكلت رأياً عاماً، كانت القرارات الحكومية تصب في غير ما يتمناه المواطن، أو لم تتم الاستجابة بوضوح لمطالب الرأي العام..!!.
والسبب..
-البعض يعتقد أن مقاربة المواطن للقضايا والملفات تبقى “قاصرة”، لكونها تنطلق من حقائق ليست كاملة، أو لكونها تهمل معطيات ومعلومات أساسية ليست بمتناول المواطن أو ليس بصورتها..!.
-البعض الأخر يرى أن المواطن قد يكون على حق في مطلبه هنا ورأيه هناك، لكن “المصلحة العامة” تقتضي غير ذلك، وهذا قيل بوضوح أثناء توجه الحكومات المتعاقبة لرفع أسعار المشتقات النفطية والخبز والخدمات..!!.
– وهناك من يؤمن أن كثير من مواقف المواطنين وآرائهم مبنية على العواطف والمعلومات السطحية، وتالياً من غير المنطقي الانسياق خلف مواقف وآراء قابلة للتقلب والتبدل حسب الحالة المزاجية وتدفق المعلومات…!.
فهل فعلاً.. لا يمك الأخذ بما يقترحه أو يطلبه المواطن؟.
بموضوعية..
قد يكون من المتعذر أحياناً الخضوع لرغبة المواطن لاعتبارات موضوعية ومنطقية، لكن عموماً ليس هناك ما يمنع من الأخذ بما يريده المواطن في حالات أخرى، لاسيما في القضايا والملفات الرئيسية، فهو يدرك ويعي ماذا يقول.. وماذا يريد..
لا بل أنه مع تطور وسائل الاتصال الحديثة، خاصة ظهور شبكات التواصل الاجتماعي، بات المواطن مصدراً لأفكار ووجهات نظر لا يمكن تجاهلها، فالتفاعل الحاصل بين مختلف الآراء المطروحة والتدفق الكبير للمعلومات يقودان إلى صناعة رأي عام جديد…
لذلك فإن مهمة مؤسسات الدولة هنا ليست في مواجهة الرأي العام المتشكل، وإنما في التأثير فيه وقيادته نحو الصواب، وذلك من خلال ضخ المعلومات الصحيحة والموضوعية.. وهذا ما لا يحدث حتى الآن، الأمر الذي تسبب، ويتسبب، بتشكل رأي عام مخالف لسياسات الحكومة وتوجهاتها..!!.
سيرياستيبس | الاصلاحية لأنو صار وقتها..
Post Views:
0