وصال سلوم | آثار جانبية |
بعد عشرين عاماً، دق ناقوس الخطر عند مهندسي الطرقات والمنظمين والمقوننين لما يسمى السلامة المرورية.. وقرروا الاجتماع لأنهم شعروا بعد توقف أعمال اللجنة سنين طويلة أن السلامة المرورية (هاجس) ويجب الاستيقاظ والعمل عليه..
هاجس(!) واحتاج عشرين عاماً لصحوة اجتماع، ولو لم يكن كذلك ربما كانت مشروعات العمل المروري بكهف الدروج نياماً.
في الاجتماع اعترف السادة المسؤولون أن الدول الأخرى سبقتنا في حل المشكلات المرورية، وأننا في سورية حتى ساعة اللقاء المروري لم تتوافر عندنا الحلول المناسبة.
والحلول ياسادة لا تحتاج مؤتمرات وإلقاء الخطابات والنواح وتحميل المسؤولية المرورية لـ(القضاء والنقل والإعلام)! وإشراك الطلائع والمدارس بفعل المسؤولية عن السلامة المرورية، حيث الحجة بأن الثقافة المرورية ضرورة للحد من ارتكاب الحوادث وتقديم الأضاحي المجانية (البشرية والمادية) على الطرقات.
نظرياً الكلام عميق ويحتاج التصفيق من الحاضرين لأعمال اللجنة المرورية العليا، لكن عملياً أين نحن من الواقع وتهيئة البنية المناسبة لتفعيل الثقافة المرورية؟.
كل ما سبق ليس إلا (تنظيراً) لن يكون مجدياً ما لم يقونن بإرساء قاعدة قانونية مرورية كرادع حقيقي يضبط كل المخالفات والتجاوزات للكبير والصغير وحتى موكب المسؤول قبل عامة المواطنين.. متزامناً مع إشاعة الثقافة المرورية في كل المؤسسات.
لتصل حينها ليد اللجنة العليا العصا السحرية التي ستحل المشكلات المرورية التي سبقنا الغير في فك لغزها.
ولنبدأ بتأهيل الطرقات، وتأمين أماكن إسعافية للفحص الفني للمركبات، واستحداث الـ(مرآب) في الشوارع الرئيسة لاستيعاب المركبات وتقليل الازدحام، والعمل على تحسين واقع شرطي المرور مادياً ومراعاة ظروف عمله، حيث أثبتت دراسة سابقة لـ(جايكا) أن الشرطي بعد ثلاث ساعات عمل متواصلة يصبح غير مسؤول عن تصرفاته، فكيف والوطن يعاني أزمة؟.
ومع ذلك وبعد عشرين عاماً لا يسعنا القول إلا «أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً» لكن ما ننتظره –ونحن في مرحلة إعادة الإعمار- ترتيب الأوراق النظرية التي تمخضت عن الاجتماع وتحويل الكلام بقدرة (قانون وثقافة شارع) إلى أعمال.
تشرين
Post Views:
0