الإصلاحية | خاص |
“الشرطي شو الشرطي ؟… الشرطي طفل بريء عطيه شوية فراطة وصف وين ما بدك” كلام أتى على لسان مسؤول حكومي في دور أداه “الراحل نضال سيجري” في أحد مشاهد مسرحية “تحت الحزام”.
رولا أحمد | لماذا يتم تصوير شرطي المرور في الدراما ووسائل الإعلام الأخرى على إنه دوماً الشخص (المرتشي)؟؟
يكفي أن تذكر شرطي المرور أمام أحد السائقين حتى يبدأ بكيل سيل من الشتائم واصفاً فيها جشعهم..
يقول (جعفر . ك) سائق سرفيس عمومي لكل مخالفة تسعيرة للتغاضي عنها، حتى لو كنت في وضع نظامي تماما فأنا أدفع أسبوعيا لكل دورية مبلغ ( 200) ل س تُسمى ( أسبوعية) ..وفي طريقي أمر بثلاث دوريات وبالتالي يصل قيمة ما أدفع شهريا حوالي ( 2400 ) ل س .
(خالد . ب) سائق تكسي عمومي يتحدث ساخراً: أوقفني شرطي مرور وعندما لم يجد أي مخالفة فعليه في السيارة اتهمني بأن منظر سيارتي غير لائق ودفعت مبلغ 300 ل س !!
فكيف يفترض بمن يجب أن يكون حامياً للقانون أن يكون أول الخارجين عنه ؟؟
خلف صورتهم المشوهة حقيقة أخرى..
واقع عمل مزرٍ يتمثل بظروف عمل صعبة وساعات عمل طويلة ( غياب نصف ساعة عن الاجتماع الصباحي يعرضهم لتمديد وقت عملهم 3 ساعات أخرى ) وإجازات شبه معدومة ( 48 ساعة كل ثلاثة أشهر )، استراحات مرضية تكون على شكل ساعات يقضيها المريض في مكان خدمته وليس في بيته إلا اذا تعرض لكسر أو عمل جراحي !!، كما أنهم لا يحصلون على تعويض (طبيعة عمل) رغم عملهم المجهد في ظروف الطقس المختلفة ( حر_ برد _ أمطار _ ثلوج ) !!.
أما بالنسبة لمساكن الشرطة فهم لا يحصلون عليها إلا بالواسطة مع دفع مبالغ قد تتجاوز / 500 / ألف ليرة، وعناصر الشرطة من خارج المحافظة لا يحصلون على بدل مواصلات أو بدل طعام، وأغلب محاولات انتقالهم إلى محافظاتهم تبدو شبه مستحيلة رغم إن عقد انتسابهم لسلك الشرطة ينص على إمكانية الانتقال بعد مرور 5 سنوات على خدمتهم .. لكن بدون جدوى !!.
فيما رواتب عناصر وحتى ضباط الشرطة بقيت متواضعة جداً قياسا إلى موجة الغلاء الجنونية التي تجتاح البلاد، فراتب الشرطي الشهري / 17500 / يصل مع التعويضات إلى نحو / 36000 /، والمساعد درجة أولى راتبه الصافي / 24950 / مع تعويضات يبلغ /43450 /، قريب منه راتب النقيب في الشرطة /27000 / صافي ومع التعويضات يصبح/ 45500 /.
إذا كيف يستطيع شرطي عادي أن يعيش ويصرف على عائلة وخاصة إذا كان من خارج المحافظة ..
على من تقع المسؤولية ؟..
منطقياً تتحمل وزارة الداخلية المسؤولية الأكبر في هذا التشوه الحاصل فهي تتميز بكثرة وتعدد مداخيلها منها الترسيم والمخالفات التي يتراوح معدلها الوسطي اليومي ما بين ( 800 – 1000) مخالفة حضوري و ما بين ( 2500 – 3000 ) مخالفة غيابي وفق ما أفادت مصادر، وبالتالي هي قادرة على تحمل تحسين معاشات عناصرها بدراسة احتياجاتهم وظروفهم المعيشية فلا يلجؤون لطرق ملتوية لكسب قوت يومهم.
معادلة صعبة ..
الشرطة هي واجهة أي بلد وأحد أهم مكونات حفظ النظام فيه وسقوط أحد دعائمها يؤدي إلى انهيار منظومة أخلاقية كاملة وترسيخ للاعتقاد السائد لدى المواطن بأن كل شيء قابل للرشوة ..
ما بين الشرطي والمواطن هناك علاقة توتر دائم ..فالثاني يجد في الأول منشارا لا يرحم ..والأول يعتبر الثاني شجرة يجب الاستفادة من خشبها
والمعادلة صعبة الحل مالم يتدخل طرف ثالث لحلها ..طرف يحافظ على التوازن بينهما فلا يتحرك المنشار إلا لقطع ما يبس من الشجرة ..
فهل من فلاح حكيم ؟؟؟
الاصلاحية | صار وقتا..
Post Views:
0