الإصلاحية | اقتصاد |
يبدو أن المعادلة التي أرستها وزارة التجارة الداخلية ممثلة بمؤسسة السورية للتجارة لدعم الحمضيات في طريقها إلى النجاح، ما قد يسرق الأضواء ولو مؤقتاً من أبطال الاجتماعات الحكومية وشبه الحكومية المدرجة في متوالية الجدل البيزنطي السنوي حول تصريف مواسم الحمضيات !!
خاص | فالمؤسسة التي صورتها بعض التقارير الاعلامية في مرحلة من المراحل وكأنها هي من إطلقت رصاصة الرحمة على موسم الحمضيات الحالي عندما أقدمت على استيراد كميات قليلة من الموز اللبناني، استطاعت ضمن إمكانيتها المتاحة تحقيق معادلة وفرت خلال الأيام القليلة الماضية نحو 35 مليون ليرة سورية لصالح دعم الحمضيات، ذلك نتيجة تسويقها نحو 1400 طن من الموز اللبناني، وفق بيانات “السورية للتجارة” عن بداية المرحلة الأولى (الأسبوع الأول)، حيث من المفترض أن تستورد المؤسسة عبر مورد كانت تعاقدت معه سابقاً نحو 2000 طن من الموز كل أسبوع لتبلغ الكمية المراد استيرادها 25 ألف طن، 15% من هذه الكمية ستباع في صالاتها بسعر 400 ل.س للمستهلك النهائي، فيما تباع باقي الكمية جملة وشبه جملة للتجار على أن تصل المادة للمستهلك النهائي بسعر 450 ل.س للكيلو.
مصادر في المؤسسة كشف لـ “الإصلاحية” تفاصيل قالت إنها الأسس الواقعية التي بنيت عليها المعادلة، ومفادها أن مبيع كل كيلو غرام من الموز اللبناني (جملة) يترتب عليه 25 ل.س لصالح دعم الحمضيات، و15 ل.س لدعم أسر الشهداء، و10 ل.س عمولة تعود للمؤسسة، ومثلها لصندوق معدل الأسعار، طبعاً المعادلة تسري على الكميات التي ستبيعها المؤسسة عبر صالاتها وإن بنسب مختلفة قليلاً.
ووفقاً لتصريح سابق لوزير التجارة الداخلية وحماية المستهل الدكتور عبدالله الغربي فإن الوزارة تشتري الحمضيات وتوزعها مجاناً لأفراد الجيش والقوات المسلحة بالإضافة إلى المناطق المحررة كدير الزور، ما يعني أن الدعم الذي ستتلقاه الحمضيات من خلال معادلة “السورية للتجارة” حول الموز اللبناني المستورد سيدعم جهود الوزارة في هذا الاتجاه، وسيشكل رصيد دعم مهم إلى جانب الكتلة النقدية البالغة 3 مليات ونصف التي من المفترض أن الحكومة خصصتها لدعم الحمضيات عقب الاجتماع “الوزاري البرلماني” الذي عقد نهاية العام المنصرم.
وبحسبة بسيطة يمكن أن يصل المبلغ المتأتي من معادلة “الموز” لصالح الحمضيات نحو 750 ليرة سورية، طبعا في حال افترضنا أن المؤسسة استوردت عبر موردين الـ 25 ألف طن من الموز كاملة، أي ما يعادل ثلث المبلغ الذي رصدته الحكومة لدعم الحمضيات.
من جهة أخرى كانت مواقع إعلامية نشرت صوراً لمشاهد مؤسفة لمواطنين تهافتوا على السيارات الجوالة التابعة لمؤسسة السورية للتجارة والتي تبيع “الموز” مباشرة للمستهلك، ما يعكس ثقافة استهلاكية أقل ما يمكن وصفها بالسلبية عند بعض شرائح المواطنين، حيث الكغ من البرتقال من النوع الممتاز يباع بنحو 125 ل.س وقيمته الغذاية تفوق بكثير الموز !!
وفي تفاصيل متعلقة، سجلت معظم الأسواق انخفاضاً كبيراً في سعر كليو الموز بأنواعه المختلفة، بعد تدخل السورية للتجارة، فيما بقيت اسعار المادة في محافظة حمص أقل من سعر المؤسسة نتيجة قربها من منافذ التهريب، وبالتالي فإن “موز” المؤسسة غير قادر على المنافسة في تلك المحافظة، الحال يسري نسبياً على محافظات الساحل وأيضاً حلب.
الاصلاحية | صار وقتا..
Post Views:
0