الإصلاحية | خاص |
ليس تنافس إنما هو أقرب للتناحر، معارض متخصصة لنفس المنتج يتسابق لإقامتها غير متخصصون، غرفة صناعة حلب ومعها اتحاد غرف التجارة جمعهم بروشور بتصميم “بدائي” مفاده أن معرضاً تخصصياً سيفرد بضائع طريق الحرير تحت شعار صنع في سورية من ألبسة وجلديات ومستلزمات على أرض مدينة المعارض الدولية بدمشق بداية شهر شباط القادم، لينتقل بعد ذلك إلى بغداد !!
فهد كنجو | فيما ينظم اتحاد المصدرين معرضاً مشابهاً (لنفس القطاع الانتاجي وذات المنتج) في منتصف الشهر ذاته بالتعاون مع غرفة صناعة دمشق وريفها، خبرة اتحاد المصدرين في إقامة وتنفيذ المعارض جعلته يتفوق نسبياً في تصميم “البروشور” وفق راي خبير إعلان وحتى في الفيديو الإعلاني لمعرض “صنع في سورية” الذي استطاع بث رسالته دون أن تتجاوز مدته الـ 31 ثانية، بينما احتاج الفيديو الترويجي لمعرض طريق الحرير الذي ستنظمه غرفة صناعة حلب إلى أكثر من دقيقة ونصف لإيصال رسالة منقوصة تظهر المعرض وكأنه مخصص فقط لألبسة الأطفال (ريبورتاج لورشة صغيرة تبدو وكأنها تعمل في أحد الأقبية فيها عاملين أب وابنه) !!.
طبعاً كلا المعرضين سترعاهما وزارة الاقتصاد، وستقدم لهما تمويل مادي عبر هيئة دعم الانتاج المحلي والصادرات، ولو أن بروشور غرفة صناعة حلب يحمل رعاية من وزارة الصناعة أيضاً أغلب الظن أنها رعاية رمزية معنوية لا أكثر، وهذا يقودنا إلى تساؤل: “مالذي دعا الجهة الراعية والممولة (الاقتصاد) لهذين المعرضين الذين سيقامان بفترة متقاربة ولنفس القطاع الانتاجي (ذات المنتج) أن تشتت ملايينها بمعرضين قد يؤثر فشل أحدهما في إيصال رسالة تعافي المنتج السوري؟!، في حين كان بالإمكان إقامة معرض موحد على شكل تظاهرة ترويجية تسويقية يكون لها وقعها على السوق الداخلية وأيضاً الأسواق الخارجية المستهدفة !!.
لكن حقيقة الأمر وشيطان التفاصيل يقودنا إلى أبعد من طرح هذا التساؤل، ولنتذكر الخلاف الذي نشب على خلفية تشميل الأقمشة على أنها مستلزمات إنتاج، ما يعني أن وراء الأكمة خلاف اتحادات وتضارب مصالح حتى داخل اتحاد غرف الصناعة نفسه (غرفة صناعة دمشق وريفها اختارت المشاركة إلى جانب اتحاد المصدرين) فيما غرفة صناعة حلب ورئيسها بطبيعة الحال هو رئيس اتحاد غرف الصناعة نجدها تتشارك مع اتحاد غرف التجارة في إقامة معرضها، ووفق معلومات مؤكدة وردتنا لحظة إعدادنا هذه المادة الصحفية فإن عدد من الشركات “الحلبية” انسحب من المشاركة في معرض “خان الحرير” الذي تقيمه غرفتهم !!.
مؤخراً كان أقام اتحاد المصدرين معرض “صنع في سورية” في بغداد شمل إلى جانب منتجات الألبسة منتجات غذائية وكيميائية وهندسية على مساحة 7500 منر مربع، المعرض وفق تقارير إعلامية لاقى نجاحاً كبيراً وخاصة بالنسبة للمنتجات الغذائية، وشاركت فيه عشرات الشركات المسجلة في غرفة صناعة حلب، فيما طالته (المعرض) انتقادات كبيرة وتشكيك من أعضاء بارزين في صناعة حلب، وخاصة بالنسبة لمنتجات الألبسة التي لم تلقى رواجاً كما حال الغذائيات، وهنا تبدو المناكفة واضحة، وطالما أن بعض ممثلي غرفة صناعة حلب عن القطاع النسيجي كانوا شككوا بنجاح المعرض وتحديداً ما يتعلق منه بمنتج الألبسة، إذاً لماذ يجاذفون بإقامة معرض متخصص بالألبسة في بغداد وبعد أقل من شهر من المعرض الذي أقامه اتحاد المصدرين؟!.
في زيارة الوفد الحكومي الأخير إلى حلب (16 وزير وعلى رأسهم رئيس مجلس الوزراء) قالت تقارير إعلامية إن الوفد لن يغادر حلب حتى تحل مشكلة الصناعيين وخاصة القطاع النسيجي، عاد الوفد الحكومي ولم تحل المشاكل، ومنذ عدة أيام قدم إلى دمشق ممثلي القطاع النسيجي في حلب واجتمعوا مع مدير عام الغزل والنسيج في وزارة الصناعة، غادروا دون نتائج تذكر على حد قولهم!!.
على ما يبدو أنهم كانوا غير مقنعين بما حملوه من مطالب على الأقل نستطيع الحكم من خلال الفيديو الترويجي الذي نشرته غرفة صناعة حلب بمناسبة معرض خان الحرير المزمع إقامته بعيد أيام، الفيديو يقتصر على منشأة صغيرة وبدائية، وهنا نسأل أين معامل أقمشة الستائر والمفروشات التي أراد الوفد “الحلبي” أن يقنع جهات حكومية بعدم استيرادها كمدخلات انتاج وفقاً للمرسوم 172 الذي سيمنحها تخفيضات جمركية؟!.
بكل الأحوال ومن خلال ما استعرضناه يبدو واضحاً ارتباك الجهة الراعية والممولة لكلا المعرضين وعدم قدرتها على حسم الأمر لجهة عدم توريط الأموال المرصودة لدعم المنتج المحلي في صراعات جانبية قد تعرضه للهدر في غير مكانه، أكثر من ذلك قد تسيء لمنتج “صنع في سورية”، في حال تقديمه بطريقة هزيلة لا تليق به.
في النهاية نذكر بتبعية الاتحادات فاتحاد المصدرين يتبع تنظيمياً وإشرافياً لوزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية، فيما تحاد غرف التجارة لوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، بينما اتحاد غرف الصناعة لوزارة الصناعة !!.
الإصلاحية | لأنو صار وقتا..
Post Views:
0