الاصلاحية | خاص |
ربما قرر المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء بعد 20 شهراً على تشكيله الحكومة أن يعقد جلسة تعارف للمديرين العامين، فليس من عنوان آخر يمكن أن يندرج تحته اجتماعه أمس وأربعة من وزرائه بجمع غفير من فئة مدير عام لمؤسسات اقتصادية مع معاونيهم يتطور العدد وفق ما نقلت بعض وسائل االإعلام الناقلة للحدث إلى 200 شخص.
فهد كنجو | منصة التحكيم | ما رشح إعلامياً عن الجلسة لم يخرج عن كونه أسس لمانشيتات عريضة عامة تعود الإعلام “الخاص” على هضمها بسلاسة ضمن متوالية اجترار عناوين تبدو شعبية (زيادة الرواتب _ محاربة الفساد ..الخ).
يصعب على من لم يكن حاضراً تقييم ما إذا الوقت الذي أتيح لهذا الجمع الغفير من المديرين العامين ومعاونيهم تحت سقف واحد، كاف للتعارف فيما بينهم أو حتى المصافحة أو تبادل أرقام الجوال و”الواتس” وربما “السيلفي”، لكن من السهل التكهن أن الوقت ضيق جداً للاستماع إلى رأي كل مدير أو حتى تقديم اسمه ورقمه الوظيفي على سلم الأولويات الحكومية!
أكثر ما ميز حكومة خميس منذ انطلاقتها كانت الاجتماعات النوعية القطاعية المنضبطة، حتى أنها (الاجتماعات) في وقت ذروتها سرقت الأضواء من جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية الاعتيادية، اجتماع أمس كان انقلاباً جذرياً على ما كان يوصف بالاجتماعات النوعية.
أقصى ما استطاع نقله الإعلام عن جلسة الأمس لم يخرج عن إطار العناوين العامة المكررة، ذلك رغم إهمال الإعلام الرسمي للخبر وللتغطية لأسباب تتعلق بآليات ومحددات تغطية أخبار المسؤلين الجديدة ذكرناها في المقال السابق (لأول مرة “الإعلام الرسمي” يُسقط خبر رئيس الحكومة عمداً).
مضمون التغطية في جزء كبير منه منقول عن صفحة رئاسة مجلس الوزراء على فيسبوك ويصلح لأن يكون بيان حكومي يتلى أمام مجلس الشعب إذا ما أرادت الحكومة الدفاع عن نفسها وسرد إنجازاتها، لا سيما الجزء المتعلق بس تشريعات للقطاعين الزراعي والصناعي، والأموال المحققة من استثمارات أملاك الدولة المؤجرة للغير وأيضاً ما أنجزته المؤسسات الانشائية، وأيضاً قطاع التدريب وصولاً إلى استقرار سعر صرف الليرة والقروض المتعثرة.. الخ، فيما ظهر الجزء الثاني من الخبر بمثابة كلمة توجيهية للمديرين العامين وكأنهم بدأوا للتو مزاولة عملهم، بهارات التغطية كانت تتعلق بمحاربة الفساد ومكافحة الترهل وإقالة المترهلين وزيادة الرواتب ..الخ)، وكل ما تقدم سبق للوزراء وأيضاً رئيس مجلس الوزراء الإدلاء به ضمن تصريحاتهم الاعلامية على هوامش كثير من الاجتماعات والجولات.
بطبيعة الحال شجون وشؤون كل مدير وكل مؤسسة عامة مختلف عن غيرها، مشاكل مؤسسة الوحدة تختلف تماما عن مشاكل مؤسسة التجارة الخارجية أو معمل الشمينتو أو النسيجية .. الخ!!، يمكن مناقشة واقع كل مؤسسة على حدا، وهذا من شأن الوزير المختص.. ولا نعتقد محاولة بعض وسائل الإعلام إضفاء النوعية على اللقاء ستجعله نوعياً على الأقل مخرجاته يستحيل أن تكون نوعية.. كان اجتماعاً كمياً تعبوياً بامتياز لتظاهرة إعلامية، ولعل تحييد الاعلام الرسمي عن نشر وقائعها حفظ ماء وجهها كي لا “تلوك” ما ضاق به أرشيفها.
عناوين الاجتماع وفق ما نقلته بعض وسائل الإعلام الخاص:
البعث: اجتماع نوعي لتطوير المؤسسات الحكومية الاقتصادية خميس: خفض الأسعار قبل زيادة الرواتب
الوطن: مواجهة صريحة بين رئيس مجلس الوزراء ومديري المؤسسات الاقتصادية … خميس: لا نتجاهل زيادة الأجور والرواتب بل نعمل عليها بجدية .. لانريد أرباحاً زائفة.. ونريد محاربة الفساد
موقع سيرياستيبس: لن أتراجع عن ملف أفتحه مهما كان الثمن .. رئيس الحكومة في مقاربة مجالس الإدارات مع المدراء العامين .. وزيادة الرواتب في دائرة النقاش
موقع سنسيريا: مدراء بلا رؤية…خميس: لن نقبل بمؤسسات اقتصادية خاسرة …ومدير مؤسسة الوحدة يتهم الحكومة السابقة بالتواطؤ!
الاصلاحية لأنو صار وقتها..
Post Views:
0